جوبا=^المندرة نيوز^
اقتربت صادرات نفط جنوب السودان من العودة إلى الأسواق العالمية، بعد توقّفها ما يقرب من 6 أشهر، بسبب الصراع السياسي في السودان، الذي أدى إلى تدمير البنية التحتية لنقل الخام.
واتفقت جوبا والخرطوم على تشكيل لجنة مشتركة من وزارة الطاقة والنفط بكل من السودان وجنوب السودان، ووضع خطة تشغيلية لإعادة الضخ وتذليل كل العقبات المتعلقة بتشغيله، حتى يعمل الخط الناقل بصورة كاملة.
وتوقفت صادرات نفط جنوب السودان في أواخر شهر مارس/آذار 2024، فجأةً، بعد “انفجار كبير” في خط أنابيب يقع في منطقة الحرب الأهلية التي المستمرة منذ أبريل/نيسان 2023 في السودان المجاور.
وأدى توقُّف الصادرات لهبوط إنتاج نفط جنوب السودان إلى 53 ألف برميل يوميًا في يوليو/تموز، مقارنةً بنحو 150 ألف برميل يوميًا قبل إغلاق خط أنابيب بترودار.
نفط جنوب السودان
قال وزير مالية جنوب السودان والمكتب الرئاسي، إن جوبا والخرطوم أحرزتا تقدّمًا نحو استئناف ضخ النفط الخام من جنوب السودان عبر خط أنابيب يمتد إلى ميناء في الجارة الشمالية.
تعتمد جنوب السودان على البنى التحتية النفطية للسودان، الذي انفصلت عنه عام 2011، بما في ذلك خطوط الأنابيب والمصافي والمواني، لتصدير الخام الذي ينتجه إلى السوق العالمية.
وتُمثّل عائدات صادرات نفط جنوب السودان أكثر من 90% من إيرادات الدولة، وتسبَّب القتال والمشكلات على طول خط أنابيب بترودار -المارّ عبر مصفاة الخرطوم- في منع نحو 100 ألف برميل يوميًا من مزيج “دار” من الوصول إلى محطة تصدير بشائر السودانية على البحر الأحمر، منذ فبراير/شباط الماضي
وفي مارس/آذار، قال مسؤولون سودانيون، إن خط الأنابيب الرئيس الذي ينقل النفط من جنوب السودان عبر السودان للتصدير يعاني من التوقف منذ شهر سابق، بسبب مشكلات مرتبطة بالحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقال مكتب رئيس جنوب السودان سلفا كير في بيان في وقت متأخر من مساء أمس الإثنين 16 سبتمبر/أيلول (2024)، بعد اجتماع بين كير وقائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان في جوبا، إن المهندسين السودانيين أنجزوا الاستعدادات الفنية اللازمة لاستئناف إنتاج النفط.
ومن المتوقع أن يزور مهندسون من جوبا الخرطوم في الأسابيع المقبلة للتأكد من جاهزية المنشآت لبدء الإنتاج وإعادة تصدير نفط جنوب السودان.
وقال وزير مالية جنوب السودان ماريال دونجرين أتر بمؤتمر صحفي في وقت متأخر أمس الإثنين: “لقد حدث انفراج، وسيُعلَن قريبًا جدا”، حسبما ذكرت رويترز.
موعد ضخ نفط جنوب السودان
أكد وزير الخارجية السوداني المكلف حسين عوض أن البرهان وسلفا كير اتفقا على استئناف ضخ النفط عبر الأنابيب السودانية وتصديره للأسواق العالمية خلال أقل من شهر، بعد استكمال الترتيبات اللازمة.
من جانبه، قال وزير خارجية جنوب السودان رمضان محمد عبدالله، إن الرئيسين اتفقا على استئناف تدفّق نفط جنوب السودان إلى الأسواق العالمية عبر المواني السودانية، وإن الاستعدادات الفنية بشأن خط الأنابيب الشرقي لنقل نفط جنوب السودان قد اكتملت.
وأشار إلى زيارة فريق فني سوداني لجنوب السودان للاطّلاع على الترتيبات النهائية وتقديم تقرير مفصّل للرئيس سلفا كير قبل استئناف ضخ النفط، مشددًا على أن الجانبين اتفقا على ضرورة عدم تكرار تخريب أنابيب النفط.
ويتعرض اقتصاد جنوب السودان لضغوط في السنوات الأخيرة، وسط أعمال عنف طائفية، مع تضاؤل عائدات تصدير النفط الخام منذ الحرب الأهلية 2013-2018، وتعطّل الصادرات مؤخرًا بسبب الحرب في السودان المجاور.
وكانت جنوب السودان ترسل نحو 150 ألف برميل يوميًا من النفط الخام عبر السودان للتصدير، بموجب صيغة وُضِعت عندما حصلت جوبا على استقلالها عن الخرطوم في عام 2011.
وتراجعت صادرات نفط جنوب السودان من 150 ألف برميل يوميًا، قبل تعطُّل خط الأنابيب، إلى نحو 77 ألف برميل يوميًا في أغسطس/آب، مقارنة بأدنى مستوى لها منذ عدّة سنوات في يوليو/تموز، عند 52 ألف برميل.