الخرطوم=^المندرة نيوز^
تقرير نيويورك تايمز بعنوان “كيف تستخدم دولة حليفة . المتحدة المساعدات كغطاء في الحرب” يلقي الضوء على الدور الذي تلعبه الإمارات العربية المتحدة في الحرب الأهلية السودانية. يكشف التقرير أن الإمارات، في الوقت الذي تُظهر فيه للعالم أنها تُقدم مساعدات إنسانية للسودانيين عبر الهلال الأحمر الإماراتي، تستخدم تلك العمليات كغطاء لدعم قوات الدعم السريع (RSF)، وهي مجموعة شبه عسكرية متورطة في انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في السودان.
العنوان والتفاصيل الرئيسية:
1. التلاعب بالمساعدات الإنسانية: الإمارات تظهر للعالم أنها تنفذ “أولويات عاجلة” لإنقاذ حياة المدنيين السودانيين المتضررين من الحرب، وتستخدم شعار الهلال الأحمر، الرمز العالمي للإغاثة الإنسانية. في الواقع، تُشير الأدلة التي تم جمعها من خلال صور الأقمار الصناعية، وسجلات الرحلات الجوية، وتقارير استخباراتية إلى أن الإمارات تستخدم هذه المساعدات كواجهة لتهريب الأسلحة وتشغيل طائرات بدون طيار لدعم قوات الدعم السريع.
2. قاعدة جوية سرية: يقع مركز العمليات الإماراتي على بعد 30 ميلاً من الحدود السودانية داخل تشاد، حيث أنشأت الإمارات قاعدة للطائرات بدون طيار. هذه القاعدة تُستخدم لتوجيه الطائرات بدون طيار، من طراز “وينغ لونغ 2” الصينية، التي تقوم بمراقبة المعارك على الأرض وتوفير المعلومات الاستخبارية لقوات الدعم السريع، وتوجيه شحنات الأسلحة.
3. الطائرات بدون طيار والدعم العسكري: تُعتبر الطائرات “وينغ لونغ 2” نموذجاً متقدماً يُقارن بطائرات MQ-9 Reaper التابعة لسلاح الجو الأمريكي، وهي قادرة على الطيران لمدة تصل إلى 32 ساعة وتغطي مسافات تصل إلى 1000 ميل. بينما لم يتم توثيق تنفيذها لضربات جوية في السودان حتى الآن، إلا أنها تُستخدم لجمع المعلومات الاستخباراتية وتوجيه القوات على الأرض في المعارك.
4. المستشفيات كواجهة: أقامت الإمارات مستشفى ميدانياً في تشاد، تقول إنه يهدف إلى تقديم الرعاية الطبية للاجئين السودانيين. ومع ذلك، تكشف الأدلة أن المستشفى يُستخدم لعلاج مقاتلي قوات الدعم السريع، ويقع على بُعد مئات الأمتار فقط من محطة التحكم بالطائرات بدون طيار.
5. الدور السياسي والدولي: على الرغم من الجهود الأمريكية لوقف العمليات الإماراتية السرية، بما في ذلك محادثات رفيعة المستوى بين نائب الرئيس كامالا هاريس والشيخ محمد بن زايد في ديسمبر، فإن الإمارات تستمر في تقديم الدعم العسكري لقوات الدعم السريع. الرئيس جو بايدن وصف الحرب في السودان بأنها “غير معقولة”، ودعا إلى إنهاء الهجمات على المدنيين المحاصرين.
6. الدور الأوسع في القارة الإفريقية: الإمارات تسعى إلى ترسيخ نفوذها في القارة الإفريقية، مع استثمارات تبلغ 45 مليار دولار في مشاريع مختلفة. لكن هذا النفوذ ليس فقط اقتصادياً، بل يشمل التدخلات العسكرية أيضاً، حيث سبق أن دعمت الحكومة الإثيوبية في الحرب الأهلية من خلال تزويدها بطائرات مسيرة، مما ساهم في قلب موازين الحرب لصالح الحكومة. والآن، تحاول الإمارات تكرار هذا السيناريو في السودان عبر دعم قوات الدعم السريع.
استغلال المساعدات الإنسانية كغطاء:
التقرير يبرز أن الإمارات تستغل نظام المساعدات الإنسانية والشعارات المحايدة مثل الهلال الأحمر لتغطية عملياتها العسكرية في السودان. هذا الأمر أثار غضب العديد من المنظمات الإنسانية، بما في ذلك الصليب الأحمر الدولي، حيث كشف التقرير أن الهلال الأحمر الإماراتي أقام مستشفى في تشاد دون إبلاغ الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، كما هو متوقع من المنظمات الإنسانية التي تستخدم هذه الشعارات.
بالإضافة إلى ذلك، يشير التقرير إلى أن الإمارات تمنع حتى المسؤولين من الصليب الأحمر من زيارة المستشفيات التي تديرها في تشاد، مما زاد من الشكوك حول نواياها الحقيقية. تُتهم الإمارات بأنها تستخدم هذه المستشفيات كواجهة لتقديم الدعم لمقاتلي قوات الدعم السريع.
تأثيرات هذا التدخل:
الحرب الأهلية في السودان، التي اندلعت في عام 2023 نتيجة الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أدت إلى تدمير واسع النطاق ونزوح ملايين الأشخاص. كلا الطرفين في هذا الصراع مُتهم بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك الهجمات العشوائية التي طالت المستشفيات ومخازن المساعدات الغذائية. يساهم التدخل الإماراتي في تأجيج هذا الصراع، بالرغم من التصريحات العلنية التي تدعو إلى وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية.
في النهاية، التقرير يعرض الإمارات كدولة تلعب لعبة مزدوجة في السودان، بين تقديمها كداعم للسلام والمساعدات، وبين دعمها السري لقوات الدعم السريع في صراع دموي أدى إلى أكبر أزمة إنسانية في العالم حالياً.