الخرطوم=^المندرة نيوز^
إلى فخامة الرئيس الفريق أول ركن / عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الإنتقالي و القائد العام للقوات المسلحة السودانية
يا ريس خذ الكتاب بقوة
السودان لا يقف اليوم على مفترق طرق ، بل في قلب معركة وجود ، حيث تُستهدف روح الأمة ، وتُنازع مؤسساتها ، ويُراد لمستقبلها أن يُختطف .
ما يحدث ليس نزاعاً ، بل غزوٌ يسعى لاجتثاث السودانيين من جذورهم واستبدالهم بواقع دخيل لا يمتّ لهذا الوطن بصلة .
في مثل هذا الظرف ، القيادة ليست امتيازا ، بل تكليف و أمانة والتكليف لا يُؤدّى إلا بعزيمة الحسم و الحزم ولا يحتمل التراخي أو التردد أو التهاون لأنه من دون ذلك يقود إلى التفريط و الخذلان ، و الدليل قول الله تعالى: ﴿يَا يَحْيَىٰ خُذِ ٱلْكِتَٰبَ بِقُوَّةٍ﴾ — وهذه الآية ، وإن خوطب بها نبي ، فعليه يكون نداءً موجهاً لكل من أُوكلت إليه أمانة أمة .
إنها دعوة لتحمّل المسؤولية لا بالتردد ، بل بالحزم ، لا بالإدارة الباردة ، بل بالقيادة الفاعلة مع العلم هذه الأمانة سعت إليك يا سيادة الرئيس و قد اثبت في أتون الحرب أنك قدر الأمانة تماما و لكن لم يعُد في وسع السودان أن يحتمل التردد .
المطلوب الآن ليس مزيداً من المشاورات ، بل قرارات مصيرية و حاسمة تماما الوطن الآن بحاجه إليها من قائد واحد يقود تلك المعتركات بمعية مؤسسات الوطن تحت توجيهاتكم الحاسمة و الحازمة .
إن هذه الخطوة ليست فقط ضرورة دستورية ، بل تحولٌ و تكتيك استراتيجي يعيد ضبط البوصلة ، ويمنح الداخل والخارج إشارة أن الدولة السودانية عادت بقوة تمسك بزمامها تماما .
إن المجلس السيادي بصيغته الحالية ، فقد أدّى دوره ، لكن ، وكما يقول أهل الفكر والتخطيط : حينما تصبح البُنى عائقاً أمام المهمة ، يجب أن تتغير أو تزول ، لقد حان وقت الانتقال من هيكل مؤقت إلى سلطة دولة فاعلة مهابة محاسبة ومسنودة بشرعية الشعب بعبارته الأقوى و الأمثل (جيش واحد شعب واحد)
الذي يقاتل اليوم إلى جانب جيشه الوطني القوات المسلحة السودانية دفاعاً عن الأرض والعِرض .
هذه ليست دعوة إلى قطيعة ، بل إلى وضع المسار الصحيح إلى بنية حاسمة تعكس إرادة الأمة وتواكب حجم التضحيات التي تُبذل كل يوم .
فعليه يجب :
أ . إعلان حالة الطوارئ القصوى و التعبئة .
ب . العمل بمراسيم دستورية وفق قانون الطوارئ .
ج . تشكيل حكومة حرب رشيقة مختصة في الازمات و معايش الناس و دعم و إسناد المجهود الحربي و الإنتاجي .
د . تفعيل القوانين و محاكم الطوارئ الخاصة و اطلاق العنان لمؤسسات الوطن الرصينة .
هيبة الدولة تفرض و لا تعطى.
فخامة الرئيس…
التاريخ لا ينتظر أن تتهيأ الظروف ، الدول لا تُبنى في لحظات الاستقرار ، بل تُخلق في خضم النار ، هذه اللحظة تستدعي قيادة لا تُساير العاصفة ، بل تقود عبرها .
تحرك بشجاعة ، عيّن بثقة ، وحلّ ما أصبح عبئاً ، قد البلاد لا باسم السلطة ، بل بوضوح من كُلّف بحراسة أمة شامخة بالميلاد .
العالم يراقب ، لكن الأهم : الشعب السوداني يراقب من ينزف من أجله ، من يدفن شهداءه ، ومن ما زال يحلم بقيامة وطنه من بين الرماد .
مع خالص الرجاء ، وأملٍ عميقٍ في خلاص الوطن .
ثق خلفك شعب جسور بطل و مؤسسات فريدة و استثنائية لا تخون العهد ولا تهاب الموت مهما بلغ الأمر من تضحيات خالدة و عظيمة .
و كن على يقين بأن مشيئة الله معك دوما .
دولة مؤسسات
السودان أولاً وأخيراً
د. عبدالعزيز الزبير باشا