الخرطوم=^المندرة نيوز^
تشهد شركات النقل البري والجوي بين مصر والسودان حالة من الركود الحاد، نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار التذاكر، ما أدى إلى تراجع ملحوظ في حركة العائدين السودانيين من الأراضي المصرية، وفقًا لتقارير ميدانية وشهادات متطوعين يتابعون أوضاع اللاجئين.
وقال حمدي، أحد العاملين في قطاع النقل بالقاهرة ضمن شركة سودانية، ,وفق منصة “الترا سودان”، إن سعر التذكرة من العاصمة المصرية إلى مدينة وادي حلفا داخل السودان بلغ نحو 4 آلاف جنيه مصري، ما يعادل أكثر من 300 دولار أميركي للعائلة المكونة من أربعة أفراد، وهو مبلغ يفوق قدرة الكثير من الأسر السودانية التي ترغب في العودة إلى ديارها.
وفي قطاع الطيران، تعمل شركات سودانية محلية على تسيير رحلات بين القاهرة وبورتسودان، بسعر يصل إلى 11 ألف جنيه مصري للتذكرة الواحدة، أي ما يعادل نحو 130 دولارًا أميركيًا، ما زاد من تعقيد خيارات العودة أمام اللاجئين.
وأكدت المتطوعة الإنسانية محاسن عبد المنعم، من الولاية الشمالية، أن وتيرة القادمين من مصر إلى السودان تراجعت بشكل ملحوظ خلال شهري يونيو ومطلع يوليو 2025، بسبب ارتفاع تكلفة النقل، سواء عبر الحافلات أو الطيران، مشيرة إلى أن الجهات الحكومية السودانية العاملة في ملف العودة الطوعية فشلت في التوصل إلى اتفاقيات مع شركات النقل لتوفير أسعار مناسبة للعائدين.
ويُقدّر عدد السودانيين الذين لجأوا إلى مصر منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 بنحو 1.5 مليون شخص، حيث بدأت موجات العودة الجماعية منذ منتصف الشهر ذاته، قبل أن تفرض السلطات المصرية قيودًا على منح التأشيرات في يونيو من نفس العام.
وتسببت هذه القيود، إلى جانب ظهور وثيقة أمنية تُعرف بـ”الموافقة الأمنية”، في تعقيد إجراءات السفر، حيث تُباع هذه الوثيقة في السوق الموازي عبر وكالات السفر بقيمة تصل إلى 2,500 دولار أميركي، ما دفع مئات الآلاف من السودانيين إلى سلوك طرق الهجرة غير الشرعية للوصول إلى مصر، في ظل غياب حلول رسمية تضمن انتقالًا آمنًا ومنظمًا.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه الدعوات لتفعيل التنسيق بين السلطات المصرية والسودانية، بهدف تخفيف الأعباء عن اللاجئين وتسهيل عودتهم، خاصة في ظل استمرار الأزمة الإنسانية التي خلفتها الحرب.