الخرطوم=^المندرة نيوز^
كنتُ سعيدًا للغاية بانضمامي مؤخرًا إلى مجموعة أو مبادرة تأهيل مستشفى الحاج عبد الله على الواتساب. هذا العمل الجماعي المذهل من أبناء المنطقة يبعث على الفخر والأمل ويجسد أروع معاني التكافل والعطاء لإعادة بناء ما دمرته الحرب والمليشيا في أحد أهم المرافق الحيوية في المنطقة. أتقدم بخالص الشكر والتقدير لصديقي وزميلي سعادة اللواء شرطةم. محمد الحسن جاد الله لإضافتي لهذه المجموعة الطيبة.
لا شك أن مستشفى الحاج عبد الله يشكل شريان حياة للمنطقة إذ يقدم الخدمات الطبية الأساسية لمئات الآلاف من السكان، بل الملايين، ويخدم أكثر من ١٥٠ قرية محيطة به بالاضافه لموقعها على الطريق القومي السريع الخرطوم-سنار- الدمازين . ولكن المليشيات لم تترك شيئًا إلا وأصابته وطالت يد الدمار هذا الصرح الطبي الحيوي محوّلةً إياه إلى مبانٍ خاوية وآلات معطلة. لقد ترك هذا الدمار معاناة كبيرة على المواطن في الحصول على العلاج والرعاية الصحية.
إن هذه المنطقة وقراها متاخمة لولاية سنار خاصة منطقة جبل مويه، شهدت هذه المنطقه المعارك والمواجهات العسكرية، بل إنها كانت داخل صندوف ونطاق العدو، وفعلت بها المليشيا ما فعلت من تخريب وقتل ونهب لممتلكات المواطنين ولكن مع ذلك صمد أهلها وكان لهم دور كبير في انطلاق معركة التحرير من هذه المنطقة بمساهمة رجالها مع قوات الشعب المسلحة وكانت مفتاح تحرير مدني وجبل مويه وسنجه.
بعد تحرير المنطقة مباشرةً تداعى أبناء المنطقة للنهضة والإعمار وها هم يقودون معركة تأهيل مستشفى الحاج عبد الله.
وفي سبيل ذلك بذل أبناؤها جهدًا جبارًا لإعادة تأهيل المستشفى، رجالًا ونساءً وشبابًا، يعملون بلا كلل أو ملل. منهم من يقوم بإزالة الأنقاض، ومنهم من يُصلح الجدران المتصدعة، ومنهم من ينظف الغرف، ومنهم من يتبرع بالمال لشراء المعدات والأدوات اللازمة. هذا “النفير” الشعبي ليس مجرد حملة لتأهيل مبنى بل هو تعبير عن إرادة الحياة وتأكيد على أن روح العطاء أقوى من الدمار وأن إيمان المجتمع بقدرته على النهوض لا يلين.
لا شك أن هذا الجهد يستحق كل الإشادة والتقدير. لقد أُنجز الكثير بفضل هذه الجهود المخلصة وعادت الحياة تدب شيئًا فشيئًا في أركان المستشفى. لكن الحقيقة المؤلمة هي أن الطريق ما زال طويلًا، والحاجة ما زالت ماسة لتقديم المزيد فالمستشفى، بحجمها وأهميتها، تتطلب إمكانات ضخمة لإعادة تأهيلها بالكامل وتجهيزها بالمعدات الطبية بالاضافه لغرف الطوارئ والاصابات المجهزة وسيارات إسعاف لخدمة الحوادث المرورية لموقعها على هذا الطريق الحيوي
نتوجه بهذا النداء العاجل إلى وزراء الصحة الاتحادي والولائي، وإلى كل العاملين في الحقل الطبي، وإلى رجال المال والأعمال، وجميع المسؤولين في الحكومة الاتحادية والولائية، ومنظمات المجتمع المدني، ومجلس تنسيق السلامة المرورية، وجميع الأيادي الخيرة للمشاركة الفعالة في هذه المبادرة وهذا العمل الكبير.
إن حجم التحديات التي نواجهها يتطلب تضافر الجهود وتوحيد الصفوف. وهذه المبادرة دعوة للعمل الجماعي نحو مستقبل أفضل لمجتمعنا وتحقيق الأهداف المرجوه وإنها فرصة لكل فرد داخل المنطقة وخارجها للمساهمة سواء بالتبرع المادي أو حتى بنشر الوعي حول هذه المبادرة. وكل مساهمة مهما بدت صغيرة تحدث فرقًا. فلنتذكر أن صحة مجتمعنا هي مسؤوليتنا جميعًا، وأن إعادة إعمار مستشفى الحاج عبد الله هي استثمار في الحياة وفي الأجيال القادمة.
لقد رأينا كيف يمكن للتضامن أن يصنع المعجزات. والآن حان الوقت لنضاعف جهودنا نحو البناء والعطاء، وأن مستشفى الحاج عبد الله سيعود قريبًا، بجهود أبنائه، منارة للعلاج في المنطقة.
عميد شرطة.م
دكتور/ أبوبكر علي يونس إبراهيم
المحامي والموثّق
الاثنين ٢٨/ يوليو/ ٢٠٢٥
