الخرطوم=^المندرة نيوز^
تشهد مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان تفاقمًا حادًا في الأوضاع المعيشية والإنسانية، إذ يواجه السكان أزمة جديدة تضاف إلى سلسلة من التحديات المتراكمة، أبرزها انعدام الغذاء وارتفاع الأسعار. الأزمة المستجدة تتمثل في الزيادة غير المسبوقة في عمولة تحويل الأرصدة المالية عبر تطبيق “بنكك” التابع لبنك الخرطوم إلى أوراق نقدية، ما جعل الحصول على السلع المتوفرة أمرًا بالغ الصعوبة بالنسبة لغالبية الأسر، في ظل شبه انعدام للمواد الغذائية الأساسية في الأسواق وارتفاع أسعارها نتيجة الحصار المفروض على المدينة من قبل قوات الدعم السريع والحركة الشعبية – شمال، والذي أدى إلى ندرة حادة في السلع وتدهور متسارع في الوضع الإنساني.
المواطنة خولة بابور أوضحت أن السكان باتوا مرتهنين بالكامل للتجار الذين يفرضون عمولات ضخمة على عمليات تحويل الأرصدة، وصلت في بعض الحالات إلى 65%، الأمر الذي جعل التحويلات المالية من ذويهم في الخارج غير كافية لتلبية الاحتياجات الأساسية، خاصة وأن معظم السلع لا تُباع إلا نقدًا. وأضافت أن الفئات الأكثر هشاشة، مثل الأرامل والأطفال، باتوا في مواجهة مباشرة مع الجوع، حيث تلجأ بعض الأسر إلى خلط كميات ضئيلة من دقيق الذرة بالماء الساخن لإطعام الأطفال، في ظل غياب شبه كامل للمواد الغذائية.
وأشارت بابور إلى أن المبادرات المجتمعية والتكايا تحاول تقديم وجبات للمحتاجين في أحياء المدينة، لكنها تواجه صعوبات كبيرة في الحصول على المواد الغذائية بسبب شحها وارتفاع أسعارها. كما أكدت توقف الطرق التي كانت تُستخدم سابقًا لتهريب البضائع إلى المدينة، عبر الجمال و”التكاتك”، نتيجة تحول تلك المسارات إلى مناطق اشتباك بين قوات الدعم السريع والحركة الشعبية، ما أدى إلى فقدان بعض المهربين حياتهم أثناء محاولاتهم إيصال البضائع، ومصادرة شحناتهم في مرات عديدة، الأمر الذي دفعهم إلى التوقف عن هذه الأنشطة