الخرطوم=^المندرة نيوز^
أعلنت مفوضية العون الإنساني في ولاية شمال دارفور، يوم الثلاثاء، أن مدينة الفاشر تضم حالياً نحو 845 ألف مدني يعيشون في ظروف وصفتها بأنها بالغة الخطورة، نتيجة استمرار الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع منذ أكثر من ثمانية عشر شهراً. وأوضح عباس يوسف آدم، في تصريح أدلى به لموقع “دارفور24″، أن المدينة كانت تأوي في السابق ما يقارب مليون ونصف نسمة، إلا أن الغالبية العظمى منهم اضطرت إلى مغادرتها بفعل النزاع العسكري المتواصل داخل المدينة.
وأشار آدم إلى أن الحصار المطوّل الذي تفرضه قوات الدعم السريع أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بالنسبة للسكان الذين لا يزالون عالقين داخل المدينة، وسط تصاعد حدة الاشتباكات المسلحة. وبيّن أن مفوضية العون الإنساني قامت بتمديد العمل في معبر أدري الحدودي مع دولة تشاد، بهدف تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الحرب في مختلف أنحاء السودان، بما في ذلك المناطق التي تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع، إلا أن الأخيرة استمرت في منع وصول تلك المساعدات إلى مدينة الفاشر.
وفي سياق حديثه، انتقد آدم أداء وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني، واصفاً إياها بأنها جهات مسيّسة تتعامل بازدواجية في المعايير، في ظل صمتها تجاه استمرار قوات الدعم السريع في عرقلة إيصال المساعدات إلى المدنيين المحاصرين داخل المدينة. وأضاف أن مدينة الفاشر كانت تحتضن قبل اندلاع الحرب ما لا يقل عن خمس وعشرين منظمة دولية، لم يتبق منها سوى أربع منظمات فقط تواصل عملها في الوقت الراهن.
وأكد المسؤول المحلي أن المفوضية الولائية للعون الإنساني سمحت بعبور أكثر من خمسين شاحنة تحمل مساعدات إنسانية إلى مناطق مختلفة من شمال دارفور، بما في ذلك المحليات التي تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع، في محاولة لتخفيف معاناة النازحين والفارين من مناطق النزاع. واختتم آدم تصريحه بمناشدة المجتمع الدولي للضغط على قوات الدعم السريع من أجل السماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى مدينة الفاشر، لإنقاذ حياة آلاف المدنيين الذين يواجهون خطر المجاعة والمرض في ظل الحصار المستمر.