المندرة نيوز

في وطن ومؤسسات_ عبدالعزيز الزبير باشا يكتب.. السودان على أعتاب النهوض من جديد

الخرطوم=^المندرة نيوز^
في منعطفات التاريخ الحاسمة، تختبر الأمم معدن قادتها وصلابة شعوبها. واليوم يقف السودان أمام امتحان وجودي، حيث يتقاطع على أرضه مشروع الدولة المستقرة مع ميليشيات وعصاباتٍ لا تملك سوى الخراب وسلب الحياة..

لقد جاء حديث رئيس مجلس الوزراء الأخير محمّلاً بالتفاؤل والإصرار، معلناً عودة الحكومة إلى الخرطوم مطلع نوفمبر، ومؤكداً أن التناغم قائم بين مجلس السيادة والحكومة، وأن الهدف المشترك هو المواطن السوداني وإعادة الدولة إلى عافيتها. وهو خطابٌ يُطمئن الداخل ويرسل للخارج رسالة مفادها أن السودان يسير نحو استعادة مؤسساته…

لكن ما بين كلمات رئيس مجلس الوزراء وما يجري على الأرض، يظل الخيط الناظم للمرحلة هو قيادة القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن *عبد الفتاح البرهان* . فهو الذي لم يكتفِ بقيادة المعركة ضد الميليشيات المتمرّدة، بل تصدّر كذلك ساحة العلاقات الدولية.

من مخاطبته مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، إلى تحذيره من جريمة الصمت على حصار الفاشر، ومن حواراته مع القادة الإقليميين إلى اتصالاته بالرئيس الكولومبي لوقف تدفق المرتزقة، يثبت البرهان كل يوم أن السودان لا يقاتل وحيداً في الميدان، بل يفاوض أيضاً من موقع قوة على الساحة الدولية. لقد جسّد مقولة أن الجيش حين يحمي الأرض، فإن القيادة السياسية والعسكرية معاً تحمي صورة الوطن أمام العالم…

وهنا يتضح الفرق بين من يكتفي برد الفعل، ومن يصنع المبادرة. لقد صار *البرهان* اليوم – بفضل هذا الحضور الدولي – هو صوت السودان الأبرز، وصار خصوم السودان مجبرين على الإصغاء لما يقوله، أياً كانت حساباتهم.

*يا ريس خذ الكتاب بقوة.* فالمعركة لم تعد مجرد مواجهة داخلية، بل هي أيضاً معركة فرض حضور السودان في المجتمع الدولي كدولة تحمي حدودها، وتدير ثرواتها، وتقرر مصيرها بيدها.

ومن هنا، فإن الخطوة التي ينتظرها الشعب في الداخل، ويراقبها العالم من الخارج، هي إعلان حالة الطوارئ القصوى و التعبئة العامة..

إن *التعبئة العامة* ليست عسكرةً للحياة، بل إعادة تنظيمها:
• تعبئة الطاقات الإنتاجية لحماية الاقتصاد وضمان قوت المواطن.
• تعبئة العقول والخبرات لإعادة بناء مؤسسات قوية منيعة أمام الاختراق.
• تعبئة الروح الوطنية لتكون خط الدفاع الأول أمام أي محاولة لزعزعة السودان أو التلاعب بمستقبله…

وإعلان *الطوارئ القصوى* سيعني أن السودان يرسل للعالم إشارة حازمة: أنه لا يقاتل دفاعاً عن الخرطوم أو الفاشر وحدهما، بل يقاتل من أجل مكانته في المنظومة الدولية، ومن أجل أن يكون لاعباً لا ملعباً.

اليوم، قد يخيّم الظلام على كثير من تفاصيل المشهد، لكن هذا الظلام ليس إلا مقدمةً لفجرٍ قريب. فالسودان حين يقاتل اليوم، فإنه لا يقاتل ليبقى فقط، بل ليولد من جديد: أقوى، أبهى، وأكثر رسوخاً…

*إننا نرفع الصوت بثقة:* امضِ يا *سيادة الرئيس* . امضِ وأنت تحمل شعباً يقف خلفك، وجيشاً يلتف حولك، ومؤسسات أبية رصينة، لا تخون العهد ولا تهاب، متطلعةً إلى تنفيذ رؤيتك. وما بين الخراب والبناء، اختار السودان أن يكون وطناً لا يُستباح. وما بين الفوضى والدولة، سيختار السودانيون دائماً أن يقفوا خلف قائدهم حتى تصل السفينة إلى بر الأمان.

*وطن مؤسسات*
*السودان أولاً وأخيراً*
*د. عبدالعزيز الزبير باشا*
*22/08/25*

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب