المندرة نيوز

البعد الاخر_ مصعب بريــر يكتب.. خارطة طريق استراتيجية لمكافحة نواقل الأمراض بالسودان ..!

الخرطوم=^المندرة نيوز^
تشكل الأمراض المنقولة بالنواقل، مثل الملاريا وحمى الضنك والليشمانيا، عبئاً صحياً واقتصادياً ثقيلاً على السودان، حيث تتفشى في مساحات جغرافية واسعة متأثرة بعوامل مثل الفيضانات والتغير المناخي والتحضُر العشوائي. مواجهة هذا التحدي تتطلب أكثر من مجرد تدخلات موسمية؛ فهي بحاجة إلى خارطة طريق استراتيجية شاملة ومتعددة المحاور، تعتمد على التخطيط العلمي والتعاون الوطني.

المرتكز الأول لهذه الخارطة هو التشخيص الدقيق والتقييم المبني على الأدلة. يجب إنشاء نظام مراقبة وبائية قوي يعتمد على جمع البيانات في الوقت الفعلي عن طريق المراكز الصحية والمختبرات المرجعية، مدعوماً بالتكنولوجيا ونظم المعلومات الجغرافية (GIS) لتحديد البؤر الساخنة للتكاثر والانتشار بدقة.

يأتي بعد ذلك محور المكافحة المتكاملة. لا يمكن الاعتماد على أسلوب واحد. فبجانب الرش الضبابي او الجوى (المحبب لفادتنا) للمبيدات، الذي يجب أن يكون مستهدفاً ومراعياً لصحة البيئة لتجنب المقاومة، يجب تعزيز مكافحة اليرقات عبر تحسين إدارة النفايات والصرف الصحي، وتصريف او تجفيف المستنقعات، وتشجيع الممارسات المجتمعية مثل استخدام الناموسيات المشبعة بمبيدات طويلة الأمد، خاصة للحوامل والأطفال.

لا تكتمل الاستراتيجية دون تعزيز القدرات البشرية والمؤسسية. هذا يشمل تدريب الكوادر الصحية والفنيين على أحدث أساليب المكافحة والتشخيص، وتقوية البنية التحتية لنظم مكافحة نواقل الأمراض والمختبرات، وتأمين التمويل المستدام من خلال إدراج برامج المكافحة في الميزانية الوطنية والاستفادة من منح المنظمات الدولية.

التوعية المجتمعية هي حجر الزاوية. يجب إطلاق حملات توعوية مستدامة بلغات محلية مبسطة، تشرح للأفراد كيفية حماية أنفسهم عبر التخلص من المياه الراكدة وارتداء الملابس الواقية، وتحويلهم من متلقين للخدمة إلى شركاء فاعلين في الرقابة والإبلاغ.

أخيراً، التنسيق بين القطاعات هو سر النجاح. وزارات الصحة وصحة البيئة والبنى التحتية والزراعة والري والحكم المحلي يجب أن تعمل بتناغم، مدعومة بالبحث العلمي من الجامعات لتطوير حلول مبتكرة ومحلية.

بعد اخير :
خلاصة القول، المواجهة الفعالة لنواقل الأمراض في السودان ليست رفاهية، بل هي استثمار حيوي في رأس المال البشري والاستقرار الاقتصادي، عليه تستحق هذه الخدمات الحيويه الاهتمام والإسناد المبكر من قادتنا الأجلاء وحكومة الأمل .. واخيراً، بتضافر الجهود وتبني خارطة طريق واضحة وطموحة والابتعاد عن الإصرار على إسقاط مبدأ إطفاء الحرائق السائد حاليا، يمكن تحويل هذا التحدي الصحي إلى قصة نجاح وطنية كما حدث سابقا بتجربة مشروع الخرطوم خالية من الملاريا … و نواصل إن كان فى الحبر بقية بمشيئة الله تعالى ..

ليس لها من دون الله كاشفة
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين

#البعد_الاخر | مصعب بريــر |
الخميس (5 سبتمبر 2025م)

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *