المندرة نيوز

د. عبد العزيز الزبير باشا يكتب.. خذ الكتاب بقوة: التفويض الشعبي لفخامة الريس

الخرطوم=^المندرة نيوز^
من يتأمل المشهد السوداني بعين المراقب الموضوعي، يدرك أن ما جرى خلال الأشهر الماضية لم يكن مجرد اصطفاف عابر، بل لحظة فاصلة في التاريخ السياسي للبلاد. فقد اندمجت إرادة الشعب مع مؤسسته العسكرية في جبهة وطنية متماسكة تقف صفاً واحداً في وجه الخونة في الداخل والمتربصين من الخارج. هذه الجبهة الشعبية ـ العسكرية منحت القيادة الوطنية، ممثلة في فخامة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بصفته رئيس مجلس السيادة الانتقالي، تفويضاً واضحاً لا لبس فيه: قيادة المسار، وحماية السيادة، وتأمين استقرار الدولة.

هذا التفويض الشعبي الأوحد لم يكن تفويضاً عاطفياً، بل جاء نتيجة طبيعية لرغبة عميقة في قيادة واضحة وحاسمة، قيادة تمتلك من الصرامة ما يحمي البلاد من الانهيار، ومن الحكمة ما يضع أسس سلامٍ مستدام وتنميةٍ عادلة. فالحزم هنا ليس غاية في ذاته، بل أداة لحماية السلام وصون الاستقرار، بينما تبقى الغاية الكبرى هي إعادة بناء الدولة على أسس متينة تضع المواطن في قلب المعادلة. ولذلك قالها الشعب لفخامة الرئيس بكل وضوح وشفافية: “جيش واحد شعب واحد”، والتي تعني بكل صراحة: يا ريس، خذ الكتاب بقوة..

ويظهر جلياً أن الناس يطالبون بخطة عمل واضحة تنطلق من الأمن أولاً، ثم تنتقل إلى المصالحة الوطنية المؤسسية، وصولاً إلى خارطة طريق انتقالية تُدار بإرادة سودانية خالصة. هذا هو نوع القيادة التي يلتف حولها الشعب: قيادة تحمي وحدة الوطن بالقوة عند الحاجة، لكنها في الوقت ذاته تفتح المجال لسياسات شاملة تمنع الإقصاء وتُفشل محاولات التدخل الأجنبي الذي لا يرى في السودان سوى ورقة في صراع النفوذ الدولي..

إن المجتمع الدولي ـ وهو يراقب ـ لا يمكنه تجاهل هذه الحقيقة البسيطة: لا انتقال سياسي ناجح في السودان من دون احترام التفويض الشعبي الذي يجمع الجيش والشعب في جبهة واحدة. وأي محاولة لفرض إقصاء جماعي أو إعادة إنتاج تجارب فاشلة لن تجد صدى على الأرض، لأن المعادلة الداخلية قد حُسمت: الشعب قد التحم بمؤسسته العسكرية، والقيادة الوطنية اليوم تحمل الأمانة بتفويض واضح…

هكذا يبرز السودان للعالم: بلداً يكتب مساره بيده، يقف فيه المواطنون والجيش كتفاً بكتف، يرسلون رسالة صريحة إلى قائدهم بأن هذه اللحظة التاريخية تتطلب عزماً وإرادة لا تلين، وأنهم من خلفه يطالبونه بالمضي قدماً في هذا الطريق بثقةٍ وقوة، لتُحفظ السيادة، ويُبنى السلام، وتُصان وحدة الدولة السودانية.

*وطن ومؤسسات..*
*السودان أولاً وأخيراً..*

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *