المندرة نيوز

الحركة الشعبية في كف عفريت.. هل ينجو عبد العزيز الحلو_ تقرير

الخرطوم=^المندرة نيوز^
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
تصاعدت حدة الانتقادات داخل صفوف ميليشيا الدعم السريع تجاه زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال عبد العزيز الحلو على خلفية عدم مشاركة قواته في المعارك الجارية في محور كردفان، وانتشر على منصات التواصل الاجتماعي تسجيل صوتي لأحد القيادات الميدانية لميليشيا آل دقلو يوجه انتقادات شديدة اللهجة ضد زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان — شمال، عبد العزيز الحلو، معبِّراً عن غضب واستنكار واسع لدى عناصر الميليشيا لغياب قوات الحلو عن المعارك الدائرة في محور كردفان، وطلب القيادي الميداني توضيحاً فورياً بشأن وجود أي تفاهمات أو اتفاقيات سياسية تسمح لها بعدم المشاركة، موجهاً بتصفية الحلو فوراً إذا استمرت قواته في نهجها بعدم المشاركة في القتال جنباً إلى جنب مع الدعم السريع دون وجود اتفاق يخوِّل لها ذلك.

وثيقة ويكيليكس:
ولعل ما يزيد طين الخلافات بلة انتشار وثيقة مسربة منسوبة لموقع “ويكيليكس” أكدت أن زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال عبد العزيز الحلو قد تقاضى مبلغاً يقدّر ب ” مليون ومئتي ألف دولار ” مقابل التوقيع على ميثاق تأسيس دون أن يخسر جندياً واحداً من قواته في الميدان، ووفقاً للوثيقة المسربة فإن المبلغ جرى تمريره عبر شركة تعدين مسجلة في دولة أفريقية مجاورة للسودان، قبل أن يُحوَّل إلى حساب مصرفي مرتبط بمستشار سياسي بارز ضمن الدائرة الضيقة للحلو، ويكشف النص المسرّب أن الهدف من الصفقة كان ترتيب المشهد السياسي السوداني عبر اتفاقيات فوقية تُغني عن المعارك المباشرة، لقد وضعت هذه الوثيقة المسرّبة عبد العزيز الحلو أمام اتهام خطير بالمساومة على موقفه العسكري مقابل مكاسب مالية وسياسية، وهو ما يفسر الغضب العارم وسط قادة ميليشيا الدعم السريع.

الوصاية على الحلو:
وكان موقع الحدث السوداني قد نقل تصريحاً للباشا طبيق، مستشار قائد ميليشيا الدعم السريع، أكد فيه أن الخلاف الدائر بين قوات الحركة الشعبية وقادة الدعم السريع سيتم تداركه مع إبقاء عبد العزيز الحلو في “إقامة جبرية” بمدينة نيالا، وهي خطوة تشير بحسب مراقبين إلى محاولات قادة الدعم السريع احتواء الأزمة عبر فرض وصاية مباشرة على الحلو، ما يكشف عن عمق التوتر داخل التحالف الهش الذي لم يعد سوى زواج قسري مهدد بالانفجار، وينذر بمزيد من الانقسامات والتصدعات في معسكر الميليشيا وحلفائها، فالرسالة الواضحة تؤكد أن ميليشيا الدعم السريع تسعى إلى إخضاع عبد العزيز الحلو وفرض الوصاية عليه، وهو ما يعني عملياً نهاية استقلالية الحركة الشعبية وانزلاقها إلى ورطة أكبر.
حساسية التوقيت:
وتأتي هذه الانتقادات في توقيت بالغ الحساسية، تتكبد فيه ميليشيا الدعم السريع خسائر فادحة في محور كردفان، ما جعل بعض قادتها يتهمون الحلو بالتقاعس عن الالتزامات التي يفرضها “ميثاق تأسيس”، معتبرين أن غياب قوات الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية لتحرير السودان شمال عن ساحة القتال أفقد الميليشيا سنداً عسكرياً كان يمكن أن يغير موازين المواجهة، ويرى خبراء عسكريون أن غياب قوات الجيش الشعبي عن ميادين المعارك الشرسة في محور كردفان سيعيد رسم المشهد المسلح، باعتبار أن الحركة الشعبية – شمال لا ترغب في استنزاف قدراتها في حرب تصفها بعض الدوائر داخل الحركة الشعبية نفسها بأنها “لا تخدم المشروع ولا المنفستو الذي تأسست من أجله الحركة، وهو أمرٌ سيُضعف ميليشيا الدعم السريع ويعزلها أكثر سياسياً وعسكرياً، ويبلور حقيقة تآكل التحالفات الهشة بين الميليشيات والجماعات المسلحة، والتي بُنيت في الأصل على مصالح آنية لا على أهداف استراتيجية مشتركة.

اختطاف الحركة الشعبية:
وانتقد العضو السابق بمجلس التحرير القومي بالحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، آدم موسى أبو التيمان، الخطوات التي أقدم عليها رئيس الحركة عبد العزيز الحلو، واصفًا تحالفه مع ميليشيا الدعم السريع بالصفقة المصنوعة والتي تمت بترتيبات خارجية لا تعبّر عن إرادة الحركة الشعبية ولا مؤسساتها، واتهم أبو التيمان في إفادته للكرامة عبد العزيز الحلو بـاختطاف الحركة وتحويلها إلى مشروع شخصي من خلال الاستيلاء على أصولها واستثماراتها، بما في ذلك عائدات الذهب في جبال النوبة، ووجّهها لمصالح ضيقة عبر دائرة محدودة من المنتفعين، مبيناً أن الحلو لم يعد قائداً سياسياً أو صاحب رؤية، بل تحوَّل إلى رجل أعمال يشتري الولاءات بالمال، وأشار أبو التيمان إلى أن غالبية مقاتلي الجيش الشعبي يرفضون الانخراط في أي تحالف مع قوات الدعم السريع، معتبراً الخلاف بين الطرفين حتمياً ومتجذراً بحكم العداء التاريخي بين مجتمع النوبة والمجموعات العربية المسلحة، وأكد أن هذا التحالف لن يصمد طويلاً وسيفضي عاجلاً أو آجلاً إلى انشقاقات داخل الحركة الشعبية نفسها، ويقود إلى صدام بين الحركة الشعبية وميليشيا الدعم السريع.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر، فإن موجة الانتقادات المتصاعدة ضد عبد العزيز الحلو، تبدو ووفقاً للمعطيات الماثلة أكبر من مجرد خلاف في الرأي والرؤى وإنما هي مؤشرات على تصدع أوسع في التحالفات الميدانية والسياسية التي حاولت ميليشيا الدعم السريع بناءها، ومع تزايد الخسائر في محور كردفان، قد يتصاعد الضغط على الحلو، ليغيِّر موقفه الاستراتيجي، ولكن هيهات، فقد رهن الحلو إرادته للإمارات وقبض في سبيل ذلك أموالاً تجعله عاجزاً عن طرق أبواب الأوبة، أو حتى مجرد التفكير في الاستغفار والتوبة.

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *