المندرة نيوز

مصعب بريــر يكتب.. من الركام إلى الريادة: خريجو كلية الصحة العامة يقودون ملحمة إعمار جامعة الخرطوم ..!

الخرطوم=^المندرة نيوز^
بعد تحرير الخرطوم، ارتسمت لوحة إنسانية ووطنية نادرة في كلية الصحة العامة وصحة البيئة بجامعة الخرطوم، حيث تداعت أجيال الخريجين والطلاب داخل السودان وخارجه ليكتبوا ملحمة في حب الوطن والوفاء للمؤسسة التي خرّجتهم. انطلقت المبادرة بجهود ذاتية وتنظيم محكم، حاملة شعار “إعمار الكلية… وفاء وعطاء”، لتكون نموذجاً ملهمًا للروح الجماعية وقدرة السودانيين على تحويل الألم إلى أمل.

نجاح المرحلة الأولى من المبادرة كان لافتاً ومؤثراً؛ فقد تحولت ساحات الكلية إلى ورشة عمل مفتوحة ضمت مئات المتطوعين من الطلاب والخريجين وأعضاء المجتمع، عملوا جنباً إلى جنب في إزالة الأنقاض والنفايات وبقايا الحرب. هذه الجهود لم تقتصر على تنظيف الممرات والقاعات فحسب، بل شملت أيضاً إعادة الحياة إلى المساحات الخضراء وترميم ما يمكن ترميمه من البنى التحتية المتهالكة. وقد أثنى الجميع على هذا العمل الذي أظهر أن روح المبادرة والتكاتف لا تزال حية في نفوس أبناء السودان.

ومع اكتمال المرحلة الأولى بنجاح، انطلقت المرحلة الثانية من المبادرة بإشراف لجنة تنسيقية متخصصة، لتشمل إعادة تأهيل المبانى وطلاء الجدران والقاعات والمكاتب بما يعكس هوية الكلية ورونقها الأكاديمي. وقد بادر العديد من الخريجين في الخارج بإرسال دعم مالي وعيني لتسريع تنفيذ هذه المرحلة، في تأكيد على أن الانتماء للمؤسسة لا تحده المسافات.

أما المرحلة الثالثة، التي بدأت ملامحها في الظهور، فتتمثل في إعادة تأثيث الكلية وتزويدها بأحدث الأجهزة والمعامل المتاحة لتواكب متطلبات التعليم الحديث والبحث العلمي. هذه الخطوة ستعيد للكلية دورها الريادي في تخريج الكوادر المؤهلة لدعم النظام الصحي السوداني في هذه المرحلة الحرجة.

إن ما تحقق حتى الآن هو شهادة على أن الطاقات الشابة والخبرات المتراكمة قادرة على صنع المعجزات متى ما توافرت الإرادة. ومن هنا، تُوجه المبادرة نداءً مفتوحاً لكل الخريجين والمهتمين بالصحة العامة داخل وخارج السودان للانضمام إلى هذا الجهد الكبير، سواء بالمشاركة الميدانية أو الدعم المالي أو حتى بالمشورة الفنية.

إن ملحمة إعادة إعمار كلية الصحة العامة وصحة البيئة ليست مجرد مشروع إصلاحي، بل رسالة أمل وتجديد للعهد بأن بناء الوطن يبدأ من مؤسساته التعليمية، وأن أيادي السودانيين، حين تتشابك، قادرة على تحويل الركام إلى منارات علم وعطاء.

بعد اخير :
خلاصة القول، إن ما يجري اليوم في كلية الصحة العامة وصحة البيئة بجامعة الخرطوم ليس مجرد عمل تطوعي عابر، بل هو ملحمة وطنية تكتب بحبر الوفاء والانتماء. من بين الأنقاض تنهض الكلية شامخة، بفضل سواعد أبنائها الذين أثبتوا أن العلم والوفاء والوطنية يمكن أن تهزم الحرب والدمار. واخيراً، إن هذه المبادرة العظيمة ليست فقط إعادة إعمار لمبانٍ ومعامل، بل هي إعادة إعمار للأمل في نفوس السودانيين جميعاً. فلنجعل من هذه اللحظة نقطة انطلاق لنهضة أوسع، يشارك فيها كل خريج وكل عاشق للوطن، حتى تعود كلية الصحة العامة منارةً للعلم والبحث والريادة في إفريقيا والعالم العربي. فلنكتب معاً فصلاً جديداً من الإعمار والأمل، وليكن شعارنا: من الركام إلى الريادة… ومن الإرادة إلى المعجزة … و نواصل إن كان فى الحبر بقية بمشيئة الله تعالى ..

ليس لها من دون الله كاشفة
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *