الخرطوم=^المندرة نيوز^
في التاريخ لحظات فارقة تميّز بين القادة العابرين وصنّاع المصير. وفي حاضر السودان المليء بالعواصف، برز الفريق أول عبد الفتاح البرهان باعتباره رجل الساعة، ليس لأنه يقف على رأس الدولة فحسب، بل لأنه أثبت أنه القائد الذي جمع بين شجاعة الميدان وحكمة السياسة وصلابة الموقف السيادي.
*مواجهة الغزو والخيانة*
لم تكن معركة السودان الأخيرة حرباً تقليدية، بل كانت محاولة اقتلاع دولة بأكملها من جذورها. الميليشيا المتمردة – التي باعت ضميرها للغريب – لم تكن خصماً داخلياً فقط، بل رأس حربة لمشروع غزو يستهدف الأرض والهوية والإنسان. في هذه اللحظة الحرجة، وقف البرهان بصلابة القائد الذي لا يعرف المساومة على بقاء الوطن. جعل من الجيش والشعب كتلة واحدة، وأدار المعركة كقائد وطني لا كجنرال يبحث عن مكسب، فتحولت الخيانة إلى امتحان لوحدة السودان.
*الدبلوماسية بميزان السيادة*
على الجبهة الأخرى، لعب البرهان دور السياسي المتمرس الذي يعرف كيف يتعامل مع عالَم تتلاعب به القوى الكبرى. لم يركع للضغوط، ولم ينجرّ وراء الإغراءات، بل رفع راية السيادة عالياً. فتح أبواب السودان للتعاون الدولي، لكنه لم يسمح لأحد أن يضع شروطاً على الشعب أو يملي عليه خياراته. رسم بذكاء خريطة توازنات جعلت السودان شريكاً لا تابعاً، لاعباً لا ملعباً. في زمن عالمي مرتبك، حيث تسقط دول في فخ الوصاية والهيمنة، برز السودان بقيادته كصوت يقول: نحن أسياد قرارنا، لا عبيد المصالح الأجنبية.
*لماذا البرهان هو رجل المرحلة؟*
لأن السودان يعيش أصعب لحظاته منذ الاستقلال، وهذه اللحظة تحتاج إلى رجل بصفات نادرة:
• رجل دولة لا جنرالاً وحسب: يعرف لغة السلاح ولغة السياسة معاً.
• صاحب الشرعية المزدوجة: سند القوات المسلحة وسند الشعب المتطوع والمحتشد خلفها.
• قائد بمشروع واضح: حماية السيادة، بقاء الدولة، وصون الهوية.
• قادر على المناورة الدولية: يفتح الأبواب حيث تنفع، ويغلقها حيث تهدد.
*الطوارئ والتعبئة: لغة الدولة القوية*
ليست حالة الطوارئ القصوى ولا التعبئة العامة مجرد خيار إداري، بل هما التعبير العملي عن أن السودان دولة تعرف خطورة ما يحيط بها. الأمم لا تُحفظ بالكلام ولا بالشعارات، بل بالجهوزية الكاملة، بالاستنفار الشامل، وبالقدرة على أن تقول للعالم: “نحن مستعدون، ولن نُفاجأ مرة أخرى”. في هذه المرحلة، كل مواطن هو جندي، وكل مؤسسة هي خط دفاع، وكل ساعة تأخير في التعبئة ثغرة قد يتسلل منها الغزاة.
*القرار السياسي: مؤسسة رئاسة لا مجالس متفرقة*
التجارب أثبتت أن التشتت في القرار السياسي يفتح الأبواب أمام الاختراقات الخارجية. ومن هنا تأتي أهمية أن تكون ملفات العلاقات الدولية والشؤون السيادية بيد مؤسسة الرئاسة حصراً، لأنها العنوان الشرعي الوحيد القادر على التحدث باسم الدولة. إن وحدة القرار تعني وحدة الموقف، ووحدة الموقف تعني قوة السودان في الداخل والخارج.
*كلمة الفصل: واجب الدعم الشعبي*
الوقوف خلف البرهان اليوم ليس دعماً لشخصه، بل هو حماية للسودان من الانهيار. التاريخ لا يرحم الشعوب التي تتخلى عن قادتها في لحظات المصير، والتاريخ يكتب الآن. إن دعم البرهان هو دعم للجيش، دعم للشعب، دعم للسيادة، ودعم لبقاء السودان كدولة مستقلة ذات قرار. ولهذا فإن السؤال لم يعد: “هل ندعمه؟”، بل: “كيف ندعمه أكثر؟”.
*وطن و مؤسسات….*
*السودان أولا و أخيراً…*
*د. عبدالعزيز الزبير باشا.*
*_30/9/2025_*