الخرطوم=^المندرة نيوز^
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية في تحقيق استقصائي صادم عن تورط مرتزقة كولومبيين في تدريب أطفال ومراهقين سودانيين على القتال، ضمن عمليات تجنيد غير قانونية في مناطق النزاع داخل السودان، حيث وصف أحدهم المهمة بأنها كانت “إعدادهم للموت”.
استخدمت شركات أمنية خاصة في كولومبيا مقاتلين سابقين من الجيش الكولومبي، ووعدتهم برواتب تصل إلى 2,600 دولار شهريًا مقابل مهام قتالية أو حراسة. وتم نقلهم إلى السودان عبر مطارات في الشرق الأوسط وأوروبا، مرورًا بمحطات مثل إثيوبيا والصومال.
اعترف عدد من المرتزقة بأنهم درّبوا أطفالًا لم يسبق لهم حمل السلاح على استخدام البنادق الآلية وقذائف آر بي جي، ثم أُرسلوا إلى خطوط المواجهة. أحدهم قال صراحة:
ربط التحقيق هذه العمليات بما يحدث في مدن مثل الفاشر، التي تعرضت لحصار من ميليشيات مسلحة، ما أدى إلى خسائر بشرية ضخمة ونزوح جماعي داخل وخارج السودان. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل الآلاف ونزوح الملايين.
أشار التقرير إلى أن بعض قنوات التوظيف المرتزقة تُدار أو تُموَّل من جهات في الخليج، مع اتهامات للإمارات بتقديم دعم لوجستي أو مالي، وهو ما تنفيه الجهات المعنية رسميًا.
وضع التحقيق هذه القضية ضمن سياق انتشار ظاهرة المرتزقة عالميًا، حيث يُستغل الفقر والبطالة في دول مثل كولومبيا لتجنيد محاربين سابقين في نزاعات خارجية مقابل المال.
دعت الصحيفة إلى تحرك عاجل من منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة لمنع استخدام الأطفال كمقاتلين، ومحاسبة الجهات المتورطة، محذرة من أن استمرار هذه الممارسات سيؤدي إلى تعميق الأزمة الإنسانية في السودان، وتحويل الأطفال من ضحايا إلى وقود للحرب.