المندرة نيوز

مصعب بريــر يكتب.. حكومة الأمل بلا ناطق رسمي… حين يفقد الوطن صوته في زمن الحرب ..!

الخرطوم=^المندرة نيوز^
في خضمّ واحدة من أكثر المراحل تعقيداً في تاريخ السودان الحديث، يجد الشعب نفسه أمام فراغ إعلامي خطير يهدد بتقويض ثقة الداخل والخارج في مؤسسات الدولة. فحكومة الأمل – التي بُنيت على شعار التغيير والتجديد – تواجه اليوم مأزقاً بالغ الحساسية بعد أن مضت أكثر من تسعين يوماً بلا ناطق رسمي باسمها، في وقتٍ تتعرض فيه البلاد لحرب إعلامية مجرمة لا تقل خطراً عن الحرب الميدانية نفسها.

البيان التوضيحي الصادر عن المكتب الصحفي لوزارة الثقافة والإعلام والسياحة في 18 أكتوبر 2025، كشف بوضوح أن الوزارة ليست معنية حالياً بمهام الناطق الرسمي، وفقاً للهيكلة الجديدة التي أقرتها حكومة الأمل. وجاء البيان شفافاً ومهنياً في توضيح حدود مسؤوليات الوزارة بقيادة الوزير خالد الإعيسر، غير أن ذلك التوضيح لم يُبدّد القلق المشروع من استمرار غياب الصوت الرسمي للدولة.

فالسؤال الذي يفرض نفسه: كيف يمكن لحكومةٍ تتعرض بلادها لأعتى حملات التضليل والتشويه الإعلامي أن تمضي بلا ناطق رسمي حتى “إشعارٍ آخر”؟
لقد تجاوزت الحرب على السودان حدود الميدان إلى فضاءات الإعلام الرقمي والفضائيات والمنصات الدولية، حيث تتدفق الأكاذيب والتقارير المفبركة بلا رقيب، بينما يغيب الرد الرسمي المؤسسي القادر على التصدي لتلك الحملات المنظمة.

إن الناطق الرسمي ليس مجرد موظف، بل هو لسان الدولة وعقلها الاتصالي، وصوت المواطن إلى العالم.
من خلاله تُدار الأزمات، وتُصحح المفاهيم، وتُبنى الثقة بين الحكومة والرأي العام.
وحين يغيب هذا الصوت، تتكاثر الأصوات الأخرى التي تملأ الفراغ، فيرتفع ضجيج الشائعات على حساب الحقيقة، وتُفقد الحكومة قدرتها على قيادة الوعي العام وتوحيد الرسالة الوطنية.

لقد كان من الأجدر بحكومة الأمل – قبل أن تفصل مهام الناطق الرسمي عن وزارة الإعلام – أن تُكمل القرار بتعيين ناطقٍ جديدٍ باسمها، حتى لا يقع هذا الارتباك المؤسسي الذي أفقدها القدرة على مخاطبة الداخل والخارج بلغة واحدة وواضحة. فالسودان اليوم لا يحتاج إلى بيانات متفرقة تصدر من الوزارات كلٌ على حدة، بل إلى صوت رسمي جامع يعكس الموقف الحكومي المتماسك أمام الأحداث المتسارعة.

من يشرح للعالم ما يحدث في الفاشر المحاصرة؟
من يوضح للرأي العام الإقليمي والدولي حقيقة الجرائم التي ترتكب ضد المدنيين في دارفور وكردفان؟
من يردّ على حملات التضليل التي تُدار من الخارج لتشويه صورة السودان وتقزيم صموده؟

إن ترك السودان بلا ناطق رسمي، في ظل هذه الأوضاع، يشبه ترك السفينة وسط العاصفة بلا ربانٍ يوجّه دفتها.

بعد اخير :

خلاصة القول، لقد آن الأوان لتدارك هذا الخلل الفادح. على رئيس مجلس الوزراء أن يتحرك فوراً لتعيين ناطق رسمي باسم الحكومة، أو إعادة المهمة إلى وزير الإعلام، فالإعلام ليس ترفاً ولا تزييناً للقرارات، بل هو سلاح الدولة الأول في معركة الوعي والسيادة.. واخيراً، رفقاً بالسودان أيها السادة، فحين يصمت الصوت الرسمي تضيع الحقيقة، وحين تضيع الحقيقة يضيع الوطن… و نواصل إن كان فى الحبر بقية بمشيئة الله تعالى ..

ليس لها من دون الله كاشفة

حسبنا الله ونعم الوكيل

اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *