المندرة نيوز

الموقف الشرعي والواجب الإخلاقي والإنساني في أحداث الفاشر ..بيان

الخرطوم=^المندرة نيوز^
أصدر الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة، بياناً حول الموقف الشرعي والواجب الإخلاقي والإنساني في أحداث الفاشر، تناول فيه الجرائم الوحشية التي ارتكبتها مليشيات الدعــ ـم،، الســ ـريع بمدينة الفاشر في شمال دارفور، ولم يستبعد أن تتوسع المليشيا في هذه الجرائم نظراً لما اتسمت به من قسوة القلب وتحجُّر الفؤاد.
وأوضح الاتحاد، أن القتل الجماعي والعدوان السافر على المواطنين العّزّل إنّما هو بتوجيهاتٍ وتمويلٍ ودعمٍ من دول محددة ومفضوحة.
وأكد البيان أن هذه الممارسات الوحشية لها أهداف يجب أن تفضح وتنكشف لكل السودانيين.

وفيما يلي تنشر المندرة نيوز نص البيان:
الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدُّعاة حول الموقف الشرعي والواجب الإخلاقي والإنساني في أحداث الفاشر .

البيان
الثلاثاء 6 جمادى الأولى 1447هجري
الموافق له 28 أكتوبر 2025م

الحمدلله القائل :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)). ال عمران
أمّابعد:
فقد تناقلت وسائل الإعلام المحلية والدُّولية أنباء عن انسحاب الجيش السوداني من مقر الفرقة السادسة بالفاشر ،وعلى إثر ذلك أعلنت قوات الدعم السريع استيلاءها على مقر قيادة “الفرقة السادسة مشاة” بمدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور.
وبين يدي هذا الحدث يُبيّن الاتحاد السوداني للعلماء والدُّعاة جملةً هامّةً من الحقائق إعمالاً لقول النّبي ﷺ القائل:(الدّين النّصيحة قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) أخرجه مسلم .
فنقول مستعينين بالله فهو حسبنا ونعم الوكيل:
أولاً:
سبق وأن أصدر اتحاد العلماء والدُّعاة السوداني عدداً من البيانات حول التوصيف الشرعي للحرب التي تشنّها مليشا الدّعم السّريع ضدّ السودان والسودانيين ،
بتاريخ ١٤٤٥/٥/٢٥ هجري
الموافق له ٢٠٢٣/١٢/١١
وتتابعت البيانات والفتاوى مستنكرةً وفاضحة الجرائم الإنسانية والخروقات الأخلاقية المتجددة التي تمارسها المليشا والمرتزقة المستأجرة طيلة فترة الحرب وإلى يومنا هذا ؛ ويأتي هذا البيان تجديداً وتأكيداً لموقف العلماء والأئمة والدُّعاة.
عليكم أن تعلموا أيّها السودانيون في الدّاخل والخارج أنّ مليشيا الدّعم السريع غلب عليها قسوة القلب وتحجُّر الفؤاد فهي ترتكب أبشع المجازر بالأبرياء العُزّل من مواطني القُرى والمحليات! ولا ولن ولا يستبعد منها أن تتوسع في القتل والنّهب والسلب ؟! بل ويطمعون جاهدين في التوسع للشمال والغرب وبزعمهم حتى بورتسودان ؟ وتلك أمانيّهم ، لابلّغهم الله المراد
ثانيًا:
هذا القتل الجماعي والعدوان السافر على المواطنين العّزّل إنّما هو بتوجيهاتٍ وتمويلٍ ودعمٍ من دول محدده ومفضوحة؟
فلم يعد خافياً أنّ ثمّة خطوط دعم وإمداد مفتوحة لميليشيا الدَّعم السّريع من قبل أطراف دولية وإقليمية، والذي يقابل بالصّمت والخُذلان المتعمّد من دول الجوار والهيئات العالمية المُسمّاة بالأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان وغيرها ، و تحالف القوى الديمقراطية (العلمانية ) والتي تزداد كل يومٍ عمالةً وخيانةً للسودان وشعبه ؛
ثالثاً : لهذه الممارسات الوحشية أهداف يجب أن تفضح وتنكشف لكل السودانيين ؟
ومن أقذر هذه الأهداف :
١/ الانتقام والتأديب للمواطنين الذين هبّوا لنصرة الجيش باسم المقاومة الشعبية ، وأفشلوا مشروع اختطاف السّودان والعبث بهُويته ونهب ثرواته ؟
٢/ إحداث فجوة بين الجيش والمواطنين وزعزعة الثقة في الجيش ؟
وبث رسالة مفادها أنّ الجيش الذي انتفضتم لنصرته ودعمه ؟ لا ولن يحميكم أو يقوم بتسليحكم السلاح الكافي ؟ بل عاجزٌ عن ذاك ؟
٣/ إحداث صدمة في نفوس المواطنين وكسر حاجز الصمود الشعبي وبث الرّعب فيهم بالقتل الجماعي أو بانتهاك العرض بكل قذارة وخسّة أو بهما معاً
٤/خلق مبررات لإجبار الجيش على قبول المفاوضات والخضوع لمطالب القوى السياسية العلمانية المتحالفة مع المليشيا ( باسم تقدم أو تأسيس )
ويؤكّد ذلك وجود تحركات دولية تقودها الإدارة الأميركية تدفع الجيش أن يجلس على طاولة التفاوض مع القتلة والبغاة ومع الخونة والعملاء
رابعًا :
بات واضحاً لكل عاقل بصير أنّ الهيئات العالمية المُسمّاة بالأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان الغربية وغيرها ؟
لا ولن تحرّك ساكنًا لنصرة الشعب السوداني المغلوب على أمره ؛ وهذا ما شهدت به سيرتهم ومسيرتهم
في نصرة قضايا المستضعفين من المسلمين سواء مسلمي الإ يغور أو ميانمار وأخيراً غزّة وليست السودان بدعاً من تلكم الأمم المضطهدة
خامسًا :
الواجب على القوات المسلحة متمثلة في قيادته العُليا أن تتحمّل مسؤوليتها أمام شعبها وأمام التاريخ وتسارع في اتخاذ إجراءات عسكرية حاسمة لبسط هيبتها وتأمين البلاد والعباد وأن تُكثّف التمشيط العسكري الجوّي والبرّي في عموم البلاد وخصوصاً المناطق التي تتوعد مليشيا الدّعم السّريع أنّها عازمة على اقتحامها ؛ وأن تعمل على توسيع قاعدة المقاومة الشعبية وتوفر الأسلحة المتقدمة للمستفرين ؛ فإنّ ما نشاهده ونعايشه من أحداث في السودان عموماً وولايات دارفور خصوصًا عدوان تجاوز حدود الإنسانية!
سادساً:
الحذر من محاولة المساومات السياسية بدماء الأبرياء وأعراضهم؛ وأن لا يباع لهم دماء السودانيين وأعراضهم رخيصة،وأن لا تضيع دماء المسلمين سدى في دهاليز السياسة والدبلوماسية، فلا يستجيبوا للضغوط الأجنبية ولا يقبلوا لهم رايا أو مشورة لأنهم لا يريدون للسودان وأهله خيرا قال تعالى ( (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ (118) ال عمران
سابعاً:
في ظلّ هذا الواقع المرير الذي يمرُّ بالسودان لا يمنع الشّرع والحال هذه أن تلجأ لحليف أو حلفاء أمميين أقوياء وعقد اتفاقات لدحر العدو ومكامنه واستئصال بؤرة المليشيا المحاربة ومن وراءها من الخونة وعملاء السفارات.. . وفي الحلف الذي نعني مجامع مقاصد الشرع من حفظ بيضة السودان وأمنها وردع الطامعين في أخذها. وهذا أمر يجب تعجيله .
ثامناً:
نُهيب بالقانونين والإعلاميين المحليين والدوليين أن يقوموا بواجبهم الأخلاقي الإنساني والمهني في نصرة المستضعفين والمضطهدين في السودان عامّة ودارفور خاصّةً وجمع الأدلة وتوثيقها ؛ وإعمالها في فضح وإدانة تلك الدّول التي ثبت تورطها في تخريب السودان وتدميره ودعمها لميليشيا الدعم السريع وجلب المرتزقة ، وعدم التهاون معها ؛ والاستمرار في التصعيد الدّولي على كافّة الأصعدة القانونية والسياسية و الإعلامية ورفعها للجهات ذات الصلة من المنصات العدلية العالمية والهيئات القانونية الدّولية والإقليمية .سواءً أجدت أم لم تجد؟ من باب قوله تعالى(لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ)الأعراف:164
وختاماً:
لابُدّ أن تصطفّ جماهير الشعب السوداني جنبًا إلى جنب وتقوم بواجب النصرة للمستضعفين من إخوانهم في دارفور وسائر مدن السودان فإن لم تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفساد كبير

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *