الخرطوم=^المندرة نيوز^
د.عبد الناصر سلم كبير الباحثين ومدير برنامج شرق افريقيا والسودان في مجموعة فوكس للدرسات وكبير الباحثين: يجيب على الإسئلة الساخنة حول الأوضاع السودانية ويقول…
الأموال المتبقية من إتفاقة الدوحة يجب توظيفها لصالح الترتيبات الأمنية
الأوضاع في السودان تحركها جهات خارجية من أجل إثارة الفوضى والفتن
القضاء السوداني قدم محاكمات عالية المستوى ولكن ..
أزمة سد النهضة السودان أكثر ضرراً منهه
حاورته=^الطاف حسن^
مع حراك الأحداث السودانية والقضايا الملحة التي تؤرق الحكومة السودانية تفتح المندرة نيور ملفات ساحنة من بينها الأوضاع الأمنية وأزمة سد النهضة والصرعات التي تشهدها عدد من مناطق السودان، وحملنا تلك الملفات للدكتورعبد الناصر سلم مدير المركز الافريقي لدراسات حقوق الانسان في السويد وكبير الباحثين ومدير برنامج شرق افريقيا بالسودان في مجموعة فوكس للدرسات، حيث خرجنا بتلك الحصيلة فاليكم تفاصيلها في الحوار التالي..
بداية حدثنا عن المركز ومهامه بالسودان؟
فوكس للدراسات هي وحدة مختصه في الدراسات وتقييم أداء الدول عبر البحوث الاقتصاديه والسياسية، وأخيراً في هذا العام تم إفتتاح وحدة معنية بحقوق الإنسان في منطقه شرق أفريقيا والسودان، وأضيف أن هذا البرنامج يستهدف دعم المنظمات وتوفير معلومات صحيحة حول مايدور في تلك المناطق، بجانب أنه معني بدعم الديمقراطية في القارة الافريقيه بصورة عامه وتدريب المنظمات علي العمل في مجال حقوق الإنسان.
في أي بلد يوجد مقر رئاسة المركز؟
المقر الرئيسي لمركز فوكس يقع في دولة السويد، وأنشأ في العام 1992 أسسه عدد من الخبراء والصحافيين المميزين علي رأسهم الصحفي.ديفيد فوكس ومايكل هيلين، وهو عبارة عن مجموعة بحثية سويدية مستقلة تعمل في إعداد البحوث السياسية والاقتصادية ودراسات الجدوى.
هل قمتم بتنفيذ عمل خاص حول الأوضاع في السودان في ظل تلك الظروف التي يمر بها؟
طبعاً.. ومنذ بدء البرنامج بداية العام قمنا بإعداد (5) تقارير خاصة السودان والأوضاع الداخلية والخارجية، حيث تناولنا ملفات الحدود خاصة مع دولة إثيوبيا وملف سد النهضة، بجانب الأوضاع السياسية وملف الهجرة وثاتيره علي افريقيا، وأيضاً قمنا بتحليل موضوعي عن حقائق ما يدور في الساحة السودانية منذ بداية العام إلي هذه اللحظة، وركزنا خلالها على قضايا مهمة من ضمنها أزمة سد النهضة وقوات الدعم السريع والهجرة غير الشرعية والآن نعد في تقرير مفصل حول إتفاقية جوبا للسلام وإمكانية إنزاله على أرض الواقع.
ما هي نوعية البرامج التى يعتمد عليها المركز في تنفيذ مهامه بالسودان؟
حقيقة المركز خلال فترة وجيزة إنفتح على الساحة السودانية وحقق تواصل جيد مع الجهات المختصة بالدولة، وذلك الأمر أسهم بشكل كبير في تنفيذ عدد من الورش والدورات التدريبية تنويرية وكان آخرها ورشة مع اليونميد حول إتفاقية جوبا والحركات الموقعة على السلام الشامل.
أشرت لإعداد تقارير بشأن الأوضاع في السودان.. ما هي الخطوة التي تليها؟
جميع ما تم من دراسات وتقييم بشأن السودان سيم رفعه لرئاسة المركز، ولدينا زيارة لسويسرا للالتقاء بمجلس حقوق الإنسان في جنيف وتنويرة حول الاوضاع في السودان بصورة عامة والأوضاع في دارفور بصورة خاصة، بجانب المحاور المتعلقة باتفاقيه جوبا للسلام وملف الأوضاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق ومسيرة الديمقراطية بصورة عامة، وأيضاً سنتوجه إلى بروكسل وبلجيكا لذات السبب وفيها سنقدم تقريرنا حول الاوضاع في دارفور ومستقبل إتفاق سلام السودان.
كيف تنظروف لإتفاق جوبا لسلام السودان؟
إتفاقية جوبا تعاني من بعض المشاكل المالية تحديداً وتحتاج لدعم كبير من دول الإتحاد الأوربي والولايات المتحدة الامريكية، وفي سببيل أستكمالها سنلتقي خلال أيام بأعضاء مجلس حقوق الانسان بجنيف وبعض المنظمات الفاعلة في الشأن الافريقي والشأن السوداني بصورة خاصة للتأكيد على دعم هذه الإتفاقية وإنزالها إلي أرض الواقع بصورة كبيرة.
هل توصلت لأي مقترحات بشأن الدعم المالي بهذا الشأن؟
نعم.. ولدينا رؤية لحل مشكلة الجانب المالي المتعلق بملف الترتيبات الأمنية، وذلك بتوظيف التمويل المتبقي من إتفاقية الدوحة للسلام لصالح إتفاق السلام، ولكن لابد من أن يتم ذلك باستثماره وإستصحاب الجهات التي وقعت في الدوحة ليكون السلام مكتمل الإركان.
كيف تقييم الأوضاع في السودان؟
الأوضاع في السودان خلال الأيام الفائتة بصورة عامة كانت مستقرة نسبة لإستقرار الأوضاع الأمنية في مناطق النزاع (دارفور كردفان النيل الازرق)، أيضاً الأوضاع في العاصمة يمكن أن نقول أنها مستقرة، وهناك هامش للحريات والعمل السسياسي بصورة كبيرة مع وجود بعض المعتقلين الذي ما زالوا في المعتقلات من القوى السياسية كمعمر موسى وغيرهم، لكن بصورة عامة الاوضاع مستقرة ونعتقد ان الذي تم في الفترة الماضية حقق إستقرار ما بين مكونات العملية السياسية والمدنية هي الذي قاد لإستقرار الوضع الامني في الفترة الماضية بصورة كبيرة، وفي تقديري أن الأحداث المختلفة التي صاحبت الفترة الماضية مثل السيولة الأمنية تم حسمها بتشكيل قوات لبسط هيبة الدولة وحتى الأمر الوضع يمضي بصورة طيبة، ونأمل أن لا تتمادى الأحداث في شرق السودان.
برأيكم كيف يمكن للسودان أن ينتقل لمرحلة المصالحة الوطنية؟
حقيقة ملف المصالحات مهم جداً في سبيل توحيد الجبهة الداخلية السودانية يجب أن تتحقق العدالة وبسط الحريات والسلام وهذا ما جاءت به ثورة ديسمبرة المجيدة في تقديرنا، ولكن لا يمكن أن يتم تحقيق ذلك إلا بتحقيق العدالة لمن فقدوا ذويهم، لأن العدالة والمصالحة تسير بصورة متوازية.
مؤخراً وافقت الحكومة السودانية بتسليم المطلوبين لدى المحكمة الجنائية..تعليقكم؟
نحن سندعم أي إجراء في سبيل المحاكمات العادلة والنزيهة أوالمكاشفة حول أي معقتل سياسي، ولكن فما يتعلق تسليم قيادات المؤتمر الوطني للمحكمة الجنائية يطرح بعض التساؤلات حول كيفية التسليم والآليات التي تتم بها الإجراءات،ونعتقد أن هذا الأمر يتطلب تحكيم في أخذ المزيد من الوقت الترتيبات مع الجهات القانونية المعنية بالملف سواء كان بالداخل أو الخارج، وفي تقديرنا أن القضاء السوداني نزيه جداً وقدم في الفترة الماضية محاكمات كانت على مستوى عالى جداً، ولكن اذا الحكومة إتخذت قرار تسليم هولاء للجنائية نحن ندعم قرارها بإعتبارها الجهة المعنية بتحقيق العدالة بصورة كاملة في الساحة السياسية السودانية.
على الرغم من أنك إشرت لحدوث إستقرار أمني في السودان لكن هناك حراك وصراعات لم تتوقف خاصة بالشرق ومناطق دارفور..تعلقيك؟
بحسب مراقبتنا ومتابعتنا اللصيقة للأحداث والوضع في السودان أن هناك جهات خارجية تحاول إقتياد السودان للفوضى بصورة كاملة وهذه الشئ اصبح واضح بصورة كبيرة للمتابعين للساحة السودانية.
مقاطعة.. إذا حدثنا عن رؤيتكم حول هذا الشان؟
رؤيتنا أن الفترة الإنتقالية بالسودان تواجهها عقبات وخيمة ومحاصرة من جهات عديدة لا تريد أن يحدث سلام بالسودان، فلذلك لا بد أن يعلم الجميع أن المنظومة الأمنية وعلى راسها القوات المسلحة المنية والمخابرات العامة والدعم السريع هي صمام أمان الفترة الالنتقالية وهي شريك مهم جدا في هذه المرحلة.
كيف تنظرون لأزمة سد النهضة وتأثيرتها على السودان؟
تقريرنا الذي قمنا بإعداده حول سد النهضة شمل تحذيرات واضحة لأن السودان سيتأثر بصورة كبيرة جدا لعملية الملء الثاني أكثر من دولة مصر، وضعنا خيار أن يتم التوصل إلي إتفاق بين الحكومة السودانية والأثيوبية، وخيار عدم التوصل لإتفاق، وحقيقة الخيار الثاني سيكون صعب جدا على السودان بكل المقاييس لأنه سوف يكون له تاثير كبير على الزراعة والحياة في السودان بصورة عامة.
طيب.. ماذا بشأن تعنت أثيوبيا في هذا الجانب؟
اثيويبا متعنتة جداً لأنها تعتقد أن هذه المشروع بالنسبة لها مشروع وطني في المقام الأول، وقد جيشت كل الأثيوبين في هذا الملف تحديداً، ولكن في تقديرينا أن الملء بدون الوصول لإتفاق سيفتح أبواب لخيارات يمكن أن تكون صفرية فيما يتعلق بموضوع سد النهضة.
ما المطلوب من الأطراف الثلاثة؟
المطلوب الآن لا بد أن يتم إتفاق بين الدول الثلاث لعملية الملء الثاني لتحديد نسب المياه في فترة هطول الأمطار وفي فترات الجفاف وهذا يمكن ان يضمن عدم إنزلاق المنطقة إلي حالة من الفوضى والإحتقان، ونحن نرى أن الأوضاع داخل أثيوبيا سيئة جداً وهناك إحتقان بين المكونات الاثيوية نتمني ان يحدث إستقرار في المنطقة بصورة كاملة.