الخرطوم=^المندرة نيوز^
في تطور يعكس تعقيدات المشهد الأمني والعسكري في إقليم دارفور، وصل والي شمال دارفور حافظ بخيت إلى مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر، بعد مغادرته مدينة الفاشر نهاية أكتوبر 2025 عبر الطرق البرية، في رحلة وُصفت بأنها عالية الخطورة نتيجة سيطرة قوات الدعم السريع على معظم الطرق المؤدية إلى المدينة.
وصل والي شمال دارفور حافظ بخيت إلى مدينة بورتسودان بعد رحلة برية طويلة انطلقت من مدينة الفاشر، التي غادرها في نهاية أكتوبر 2025، وسط ظروف أمنية بالغة التعقيد. ووصفت عملية خروجه من الفاشر بأنها مخاطرة كبيرة، بالنظر إلى انتشار قوات الدعم السريع وسيطرتها على غالبية الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة. وتمكن الوالي من اجتياز هذه الطرق والوصول إلى أقصى شرق البلاد، حيث استقبله أبناء الولاية في بورتسودان. وتعهد بخيت، عقب وصوله، بالعمل على معالجة الأضرار التي خلفتها الحرب في ولاية شمال دارفور، مشددًا على أهمية الصمود في مواجهة التحديات التي تمر بها الولاية.
أفادت مصادر مطلعة بأن والي شمال دارفور قطع مسافات طويلة عبر طرق برية وعرة منذ مغادرته مدينة الفاشر وحتى وصوله إلى بورتسودان. وأشارت إلى أن الوالي سيباشر مهامه فورًا لمعالجة الأوضاع الإنسانية الحرجة التي يعاني منها سكان ولاية شمال دارفور، وعلى رأسهم أهالي مدينة الفاشر. وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في الإقليم، الذي يشهد تدهورًا واسعًا في الخدمات الأساسية نتيجة العمليات العسكرية المستمرة. ولم يصدر الجيش السوداني أي إعلان رسمي بشأن مصير جنود وضباط الفرقة السادسة مشاة الذين غادروا الفاشر بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها في السادس والعشرين من أكتوبر، وهو أمر اعتادت القوات المسلحة عدم الإفصاح عنه لوسائل الإعلام.
وعقب وصوله إلى بورتسودان، جدد الوالي حافظ بخيت التزامه بإعادة بناء ولاية شمال دارفور التي تضررت بشكل كبير من الحرب، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستشهد جهودًا مكثفة لمعالجة آثار النزاع. وشدد على ضرورة التكاتف والصمود في وجه التحديات، في وقت تشير فيه تقارير منظمات دولية ووكالات أممية إلى نزوح نحو 81 ألف شخص من مدينة الفاشر، وسط أوضاع أمنية خطيرة نتيجة انتشار قوات الدعم السريع على الطرق البرية بين الفاشر ومحلية طويلة. وتُعد هذه الأرقام مؤشرًا على حجم الأزمة الإنسانية التي تواجهها الولاية، والتي تتطلب تدخلًا عاجلًا من الجهات المختصة.
في ظل الضغوط المتزايدة على الجيش السوداني للمضي نحو هدنة إنسانية، لم يصدر أي تصريح من قادة القوات المسلحة بشأن مصير العمليات العسكرية في إقليم دارفور. وفي المقابل، تعهد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بالقصاص لشهداء الفاشر، وذلك خلال زيارته للنازحين من المدينة في منطقة الدبة بالولاية الشمالية يوم السبت الموافق 8 نوفمبر 2025. وتُعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تحولًا كبيرًا في الخارطة العسكرية للإقليم، إذ باتت مناطق دارفور تحت سيطرة هذه القوات للمرة الأولى منذ استقلال السودان عن الاستعمار البريطاني في عام 1956.






