الخرطوم=^المندرة نيوز^
برز إلى السطح خلال الأيام الماضية مقترح تغيير العلم السوداني والعودة إلى علم الاستقلال، وهو طرحٌ أثار نقاشًا واسعًا وتفاعلات متباينة داخل الرأي العام، نظرًا لما يحمله العلم من رمزية تاريخية وسيادية عميقة في الوجدان الوطني. وانطلاقًا من إدراك أهمية هذا الموضوع وحساسيته، بادر مركز الخبراء العرب للخدمات الصحفية ودراسات الرأي العام إلى تنفيذ هذا الاستطلاع بهدف التعرّف على اتجاهات المواطنين ومواقفهم من هذا الطرح، وفهم رؤيتهم حول رمزية العلم، وأولويته في الظرف الراهن، وتأثيره على الهوية الوطنية ووحدة المجتمع في هذا التوقيت الدقيق من تاريخ البلاد.
وقد نُفّذ الاستطلاع على نطاق واسع وبشكل مفتوح على الانترنت شمل ولايات السودان المختلفة، إلى جانب مناطق تواجد السودانيين في الخارج، ولا سيما في دول الخليج العربي، وجمهورية مصر، وعدد من دول آسيا وأرويا وأمريكا وغيرها، بما يضمن تمثيلًا متنوعًا يعكس صوت الداخل والخارج معًا. وشارك في هذا الاستطلاع (64,812) مشاركًا، في واحدة من أوسع عمليات قياس الرأي العام المرتبطة بالقضايا الوطنية الرمزية خلال الفترة الأخيرة.
وتنبع أهمية هذا الاستطلاع من القناعة الراسخة بأن الرأي العام السوداني شريك أصيل في القضايا المصيرية، وأن صوته يمثل المؤشر الأصدق لفهم المزاج الوطني وترتيب الأولويات .. وقد أفرزت نتائج الاستطلاع مجموعة من المؤشرات المهمةعلى النحو الآتي:
سؤال (1): ما هو موقفك من فكرة تغيير العلم في الوقت الحالي؟
عند طرح هذا السؤال على المشاركين، أفادت نسبة 58% برفضها لفكرة تغيير العلم في الوقت الحالي، بينما أبدت نسبة 33.5% تأييدها للفكرة، في حين اختارت نسبة 8.5% موقف الحياد. وتشير هذه النتائج إلى أن الاتجاه الغالب في الرأي العام يميل إلى التحفظ على تغيير العلم في هذا التوقيت، بما يعكس إدراكًا عامًا لحساسية المرحلة الراهنة.
سؤال (2): برأيك، هل تغيير العلم يشكل أولوية في الظروف الراهنة؟
أظهرت نتائج هذا السؤال أن نسبة 76.5% من المشاركين لا يرون أن تغيير العلم يمثل أولوية في الظروف الحالية، مقابل نسبة 22.5% اعتبرت أنه أولوية، بينما أجابت نسبة 1% بعدم علمها. وتعكس هذه النتائج ترتيبًا واضحًا للأولويات لدى الرأي العام، حيث تتقدم القضايا الأمنية والمعيشية على القضايا الرمزية.
سؤال (3): هل تعتقد أن طرح فكرة تغيير العلم مرتبط بترسيخ شرعية الدولة أو القيادة الحالية؟
أجابت نسبة 51.5% من المشاركين بعدم وجود ارتباط بين طرح تغيير العلم وترسيخ شرعية الدولة أو القيادة الحالية، في حين رأت نسبة 24.2% وجود هذا الارتباط، بينما أفادت نسبة 19.7% بأنه ربما يكون كذلك. وتشير هذه النتائج إلى وجود قدر من الحذر لدى الرأي العام تجاه أي توظيف سياسي محتمل للرموز الوطنية.
سؤال (4): برأيك، هل فكرة عودة علم الاستقلال يمكن أن تعزز الشعور بالشرعية الوطنية؟
كانت الإجابات على النحو الآتي: أفاد 58.8% من المشاركين بعدم اعتقادهم بأن عودة علم الاستقلال يمكن أن تعزز الشعور بالشرعية الوطنية، في حين أجاب 27.6% بنعم، معتبرين أن للعلم دلالة رمزية يمكن أن تسهم في تعزيز الإحساس بالشرعية الوطنية، بينما أشار 11.6% إلى أن ذلك يمكن أن يحدث إلى حدٍّ ما، مقابل 2.0% من المشاركين أفادوا بعدم علمهم أو عدم قدرتهم على تحديد موقف واضح.. ويُظهر هذا التوزيع أن الرأي العام يميل في غالبيته إلى التقليل من أثر الرموز الوطنية وحدها في بناء الشرعية، مع التأكيد الضمني على أن الشرعية الوطنية ترتبط أساسًا بالأداء السياسي والاقتصادي وتحقيق الاستقرار، في حين يرى تيار معتبر أن للرمزية الوطنية دورًا داعمًا يمكن أن يعزز الشعور بالانتماء إذا اقترن بخطوات عملية وإصلاحات حقيقية.
سؤال (5): هل تشعر أن تغيير العلم يمكن أن يسهم في تعزيز الانتماء الوطني؟
أفادت نسبة 57.8% من المشاركين بأن تغيير العلم لا يسهم في تعزيز الانتماء الوطني، مقابل نسبة 29.6% رأت أنه يمكن أن يسهم في ذلك، بينما قالت نسبة 10.6% إنه يسهم إلى حد ما. وتوضح هذه النتائج أن غالبية المشاركين يربطون الانتماء الوطني بعوامل واقعية أكثر من ارتباطه بتغيير الرموز.
سؤال (6): هل تعتقد أن طرح تغيير العلم في هذا التوقيت مرتبط بخطاب قوى الدعم السريع حول ما يُعرف بجيل دولة 56؟…
أجابت نسبة 37.9% من المشاركين بنعم، مقابل نسبة 28.3% نفت وجود هذا الارتباط، بينما رأت نسبة 26.8% أن الأمر محتمل، وأجابت نسبة 7.1% بعدم علمها. وتشير هذه النتائج إلى انقسام في الرأي العام بشأن الخلفيات السياسية للطرح وتوقيته.
سؤال (7): في تقديرك، ما هو تأثير طرح فكرة تغيير العلم بين السودانيين؟
أفادت نسبة 32.3% من المشاركين بأن طرح فكرة تغيير العلم يعزز الوحدة بين السودانيين، بينما رأت نسبة 31.8% أنه يزيد من حالة الانقسام، في حين قالت نسبة 30.8% إنه لا يحدث تأثيرًا يُذكر. وتعكس هذه النتائج غياب إجماع واضح حول الأثر المجتمعي للطرح.
سؤال (8): برأيك، هل جاء طرح تغيير العلم لصرف الأنظار عن قضايا أخرى مثل الحرب أو الأوضاع والتدخلات الدولية؟
أجابت نسبة 38.6% من المشاركين بالنفي، مقابل نسبة 28.9% قالت نعم، بينما رأت نسبة 27.9% أن ذلك محتمل. وتُظهر هذه النتائج وجود مستوى ملحوظ من الشك لدى الرأي العام تجاه دوافع طرح القضية وتوقيتها.
سؤال (9): هل ترى أن طرح تغيير العلم ساهم في خلق نقاش جماهيري واسع؟
أفادت نسبة 56.4% من المشاركين بأن طرح تغيير العلم أسهم في خلق نقاش جماهيري واسع، مقابل نسبة 21.5% قالت لا، بينما رأت نسبة 22.1% أن ذلك ربما حدث. وتشير هذه النتائج إلى أن القضية نجحت في تحريك النقاش العام بغض النظر عن المواقف المؤيدة أو الرافضة.
سؤال (10): هل ترى أن إثارة النقاش حول العلم مقصودة في ذاتها لخلق حالة تعبئة أو تفاعل جماهيري؟
أجابت نسبة 40.4% من المشاركين بنعم، مقابل نسبة 21.2% نفت ذلك، بينما رأت نسبة 30.3% أن الأمر محتمل، وأجابت نسبة 8.1% بعدم علمها. وتعكس هذه النتائج إدراكًا متزايدًا لدى الرأي العام بآليات إدارة النقاش العام.
سؤال (11): ما العلم الذي تشعر أنه يمثل الهوية السودانية بصورة أقوى؟
أفادت نسبة 48.7% من المشاركين بأن العلم الحالي هو الأكثر تمثيلًا للهوية السودانية، بينما رأت نسبة 35% أن علم الاستقلال يمثل الهوية بصورة أقوى، في حين قالت نسبة 12.7% إن كلا العلمين يعبران عن الهوية، وأجابت نسبة محدودة بعدم معرفتها. وتشير هذه النتائج إلى تباين في التصورات بين الرمزية التاريخية والواقع السياسي القائم.
سؤال (12): تقول بعض الآراء إن العلم الحالي مرتبط بالألوان القومية العربية، ما رأيك؟
أجابت نسبة 37.3% من المشاركين بأن هذا الطرح صحيح ويؤثر على رمزية العلم، بينما رأت نسبة 41.5% أنه صحيح لكنه لا يؤثر على الرمزية، في حين اعتبرت نسبة 13.5% أن هذا الطرح غير صحيح، وأفادت نسبة 7.8% بعدم علمها. وتُظهر هذه النتائج تنوعًا في قراءة رمزية العلم ودلالاته الثقافية







