المندرة نيوز

عمر الأمين يكتب.. بشريات العام 2026_ “يرفرف العلم المجيد”

الخرطوم=^المندرة نيوز^
عند الساعات الأولى من عام 2026 تنقضي السبعُ السنينِ العِجاف، ويحتفل الشعبُ السوداني بعيد الاستقلال المجيد، ويرفرف العلمُ فخرًا وعزّة. ومنذ بداية تلك السنين العجاف، التي كانت بروفةً مصغّرة لما آل إليه المشهدُ الأمني والعسكري والسياسي والاجتماعي اليوم، تكشّف حجمُ الاختراق الأمني والاستخباراتي الدولي، وانكشفت ملفاتٌ سرّيةٌ للدولة السودانية.

شهدت البلادُ تدنّيًا أخلاقيًا مريعًا نتيجة تغييب وتغبيش الوعي المستنير لدى الشباب السوداني، والمتاجرة بدمائهم لكسبٍ سياسيٍّ رخيص. فكان التدهورُ الاقتصادي، والانفلاتُ الأمني الخطير، وتدميرُ البنى التحتية والمنشآت والأعيان العامة والخاصة. كما كان هنالك عملاءُ وخونةٌ يتآمرون على الدولة السودانية وأهل السودان، سعيًا لتغييرٍ ديموغرافيٍّ وإحلالٍ وإبدالِ شعبٍ محلَّ شعب السودان.

إلّا أنّ ساعةَ الصفر جاءت في منتصف أبريل من العام 2023م، والتي أدّت إلى مقتل أكثر من مائةٍ وخمسين ألف نسمة، وتدمير البنية التحتية، وانهيار الاقتصاد والتعليم والصحة والأمن، ومعظم الخدمات. ولم يعد هذا الأمر خافيًا على الشعب السوداني. فأصبح السودان اليوم في مفترق طرق؛ دماءٌ سالت وما زالت تسيل، وأعراضٌ انتُهكت، وأموالٌ سُلبت، وكرامةٌ أُهينت.

وفي خضمّ ذلك، قوى سياسيةٌ في خلافٍ مستمر، تتربّص ببعضها البعض، وأخرى عميلةٌ مستعدّةٌ لفعل أيّ شيءٍ يؤذي الخصوم، وبالتالي يؤذي السودان ويُطيل أمدَ الحرب ما دامت مصالحها مستمرة، رافعةً شعار (لا للحرب)؛ حُجّةً أُريد بها باطل، ودسًّا للسمّ في الدسم. هؤلاء هم من يُسعّرون نار الحرب والفتنة، ويُدخلون السودان وأهله في قتالٍ مستمرٍّ تحت مسمّياتٍ وأهدافٍ مختلفةٍ وواهية، تؤدّي في نهاية المطاف إلى نتائج كارثية، وإلى مرحلةٍ لا عودة فيها: لا وطنَ ولا شعب.

كانت تلك السبعُ السنين العجاف أسوأَ سنوات الأمة السودانية، إذ شهدت ما لا يخطر على قلب بشر، وتجسّدت فيها كلُّ مآسي الأخلاق واللاإنسانية من قتلٍ ونهبٍ وحرابةٍ واغتصابٍ وخيانةٍ وتآمرٍ وارتزاق، مارستها وارتكبتها مليشيا الجنجويد الإرهابية بحقّ الشعب السوداني، مخالفةً للمواثيق الدولية وحقوق الإنسان، وقبل ذلك منتهكةً للشرع والأخلاق والقيم الحميدة.

كما كانت وما زالت هنالك قوى سياسيةٌ داعمةٌ لمليشيا الجنجويد بشكلٍ مباشر، تلهث وراء تسويةٍ سياسيةٍ بإشراف الرباعية لإعادتهم إلى السلطة. وفي المقابل، قوى سياسيةٌ أخرى لا تعرف ماذا تريد في هذا المشهد السياسي المرتبك. ويبرز التدخّلُ الدولي الباحث عن تسويةٍ سياسيةٍ تضمن مصالحه في السودان، إذ يخطّط ويدعم وينفّذ لحلٍّ يُجهَّز ويُصاغ في غرف الرباعية، مع صفقاتٍ للقوى السياسية المتردّدة والعميلة، والداعمين الإقليميين والدوليين، على حساب المظلومين والمكلومين، واستنزاف موارد السودان والشعب السوداني.

وبحمد الله، انقضت تلك السبعُ السنين العجاف.

وها نحن مع بشريات عام (2026)، إذ كان مطلعُه انتفاضَ كل شرفاء البلاد باصطفافٍ وطنيٍّ مهيب خلف المؤسسة العسكرية السودانية، عهدًا ودعمًا وتفويضًا لها. وحتمًا ستأتي سنونُ الرخاء بعد القضاء التام على مليشيا الجنجويد الإرهابية ومعاونيها، واقتلاعهم من جذورهم اقتلاعًا. عندئذٍ يسود الأمن والأمان، ونرتقي بالتطوّر العلمي والتكنولوجي، وينتعش الاقتصاد، ويتفوّق المجال الرياضي، ويُبنى ويُعمَّر الوطن، وينعم أهله بالأمن والطمأنينة.

ليس هنالك عُسران، إنما عُسرٌ يتبعه يُسر، وسيعمّ اليسرُ والرخاءُ أهلَ السودان، حين يتبلور حلُّ الأزمة السودانية بأيدي السودانيين الوطنيين الشرفاء، عبر إعداد وصياغة مشروعٍ وميثاقٍ وطنيٍّ مصحوبٍ بدستور، من قبل القوى السياسية الوطنية، ومن خلال مؤتمر حوارٍ سودانيٍّ سودانيٍّ لا يستثني أحدًا، عدا المليشيا الإرهابية الإجرامية وأجنحتها السياسية المتحوّرة، ومن عاونهم من الخونة والعملاء المأجورين. وعندئذٍ نستعدّ لإنجاز المشروعات الوطنية الكبرى.

وكل عامٍ والقواتُ المسلحةُ السودانية، والقواتُ المساندة، والمستنفرون، والمقاومةُ الشعبية، والشعبُ السوداني الأبيّ بألف خير.

عمر الأمين عبد الرحمن – محامٍ
19 ديسمبر 2025

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *