المندرة نيوز

في حوار الساعة.. وزيرة شؤون مجلس الوزراء لمياء عبد الغفار تجيب على الأسئلة الصعبة

الخرطوم=^المندرة نيوز^
قالت وزيرة شؤون مجلس الوزراء، الدكتورة لمياء عبد الغفار أن رئيس الوزراء البروفيسور كامل إدريس ينوي إطلاق مبادرة للسلام من داخل أروقة مجلس الأمن الدولي، ولكنها لم تستبعد مفاوضات مع الإمارات

وجاء ذلك ردا على سؤال ضمن حوار للمحقق إليكم نصه

شهدت القاهرة يومي الجمعة والسبت الماضيين إجتماع منتدى الشراكة الروسي الأفريقي الثاني، وهو إجتماع مهم حضره أكثر من 50 دولة أفريقية بجانب روسيا، وشارك السودان فيه بوفد رفيع بقيادة وزيرة شؤون مجلس الوزراء الدكتورة لمياء عبد الغفار، وكانت مشاركة مهمة للسودان في هذا المحفل الدولي الكبير والتي هيأت الفرصة لشرح الأزمة السودانية وجرائم وانتهاكات مليشيا الدعم السريع والمطالبة بتصنيفها منظمة إرهابية، وعلى هامش الإجتماع إلتقينا الدكتورة لمياء عبد الغفار وناقشنا معها آخر تطورات الأوضاع في البلاد وفيما يلي نص الحوار…

حوار: صباح موسى
بداية..ماهي الاستفادة التي حققها السودان من مشاركته في اجتماعات المنتدى الروسي الأفريقي؟
تمكن السودان من خلال هذا المنتدي إيصال صوته للقارة الأفريقية والعالم والتحدث حول الوضوع الإنساني المعقد والانتهاكات الإنسانية التي ترتكب في حق المدنيين من قبل مليشيا الدعم السريع، كما طالبنا المؤتمر بتصنيف هذه المجموعة بأنها منظمة إرهابية يجب محاسبتها وراعيتها الإقليمية، هذا فضلا عن التأكيد علي أهمية تعزيز الشراكة الروسية الأفريقية والسودانية لتحقيق النمو الإقتصادي وتوسيع الإستثمارات الروسية في مجالات الطاقات المتجددة والتعدين والتنقيب عن النفط.

وماهي أهمية روسيا للسودان وإلى أي مدى يمكن أن تكون بديلاً لقوى دولية أخرى في حل الأزمة السودانية؟؟
منذ بداية الحرب علي السودان كان الاتحاد الروسي داعماً لسيادة السودان ووحدة ترابه، وقد برز ذلك في موقفها في مجلس الأمن الدولي وفي كل المحافل الدولية والاقليمية، والسودان يعول كثيراً على التطور الذي حدث بظهور لاعبين جدد مثل تجمع دول البريكس وغيرها من التكتلات الاقتصادية التي تخفف من سياسة استعلاء القطب الواحد.

أهم اللقاءات التي أجريتيها على هامش الإجتماعات والهدف منها؟
كان المؤتمر الوزاري الثاني فرصة مهمة للقاء فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية والذي شدد في كلمته مع وزارء الخارجية الآفارقة على أهمية تقوية العلاقات الاقتصادية مع الإتحاد الروسي، وفتح الفرص للاستثمارات في مجالات النفط والطاقة ونقل التكنولوجيا، كذلك دعا القارة السمراء إلى نبذ العنف والصراعات لتنعم بالسلم والأمن اللذان يحققان الاستقرار والرفاه، ولتتمكن القارة الأفريقية للعب دور هام ومؤثر في العالم بوصفها قارة من أغنى القارات التي تذخر بالموارد الطبيعية والبشرية، والتقينا أيضا وزراء خارجية أنجولا وغينيا الاستوائية والجزائر وبحثنا معهم رفع تعليق عضوية السودان في الإتحاد الأفريقي، خصوصاً وأن هناك بعثة من الإتحاد ستصل بورتسودان قبل نهاية هذا العام لتقييم أداء الحكومة المدنية لرفع تقرير عنها للإتحاد، وتأتي أهمية الجزائر وأنجولا وغينيا الاستوائية بأنهم أعضاء في مجلس السلم والأمن الأفريقي، وكذلك أنجولا عضو في الترويكا والجزائر عضو في مجلس الأمن الدولي، كما شرحنا للوزراء الثلاثة الوضع الإنساني بالبلاد وأحداث الفاشر، وأكدنا ضرورة تصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية، ووعدت الجزائر بفتح سفارتها بالخرطوم فور عودة الحكومة لها.

اللقاء مع الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري كان تأكيدا على خطوط مصر الحمراء في السودان… كيف استقبلتم هذه الخطوط؟
استقبلت الحكومة السودانية والشعب السوداني هذه الخطوط بكثير من الارتياح والترحاب، حيث أكدت القيادة السودانية انفتاحها لمجهودات الدول الشقيقة والصديقة لإحلال السلام ووقف الحرب.

وكيف تفسرون تأكيد مصر على تحركها في إطار الرباعية رغم رفض السودان لها، وكيف نقرأ التحركات السعودية المصرية والأمريكية في السودان هل هي بناء على الرباعية أم هي مسعى لمسار جديد لحل الأزمة، وهل يمكن للحكومة أن تعيد النظر في الرباعية؟؟

هناك مبادرة جديدة مبنية على الرباعية، وهي مبادرة الرئيس دونالد ترامب وهي مبادرة مهمة جداً وقد فتحت الباب للسودان للتواصل بشكل مباشر مع أمريكا من خلال ممثلها الخاص، وبتفاهمات سعودية يقودها سمو الأمير محمد بن سليمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.

ماهي أسباب زيارة الدكتور كامل إدريس إلى الولايات المتحدة الأمريكية.. وماصحة ما تردد عن أنه سيقود مفاوضات مع دولة الإمارات؟
تأتي زيارة دولة رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس إلى نيويورك في إطار الحراك الدبلوماسي الحثيث للحكومة في هذة الفترة، وهي زيارة للأمم المتحدة بقيادة أمينها العام السيد أنطونيو غوتيريش، للحديث حول دور الأمم المتحدة في إحلال السلام وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب في السودان.

ماصحة ماتردد عن أن رئيس الوزراء سيقود مفاوضات مع الإمارات في زيارته الحالية للولايات المتحدة الأمريكية؟
كل شئ وارد… لكن ما أعرفه أن رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس يريد إطلاق مبادرة للسلام من داخل أروقة مجلس الأمن.

هل تسعى الحكومة إلى حوار سوداني – سوداني داخلي وإلى أي مدى وصلتم في هذا الموضوع؟
تبذل حكومة السودان كل الجهود لفتح الفرص للقوى السياسية الوطنية لتنخرط في عملية سياسية جادة تساهم في إحلال السلام، وقد قاد دولة رئيس الوزراء مشاورات واسعة مع عدد كبير من القيادات السياسية داخل وخارج السودان للاتفاق حول رؤية سياسية موحدة تشكل مساراُ سياسياً يدعم التفاوض في المسارات العسكرية والأمنية

ما هو تعليق الحكومة على إجتماع عدد من القوى السياسية في نيروبي ومطالبتها بتصنيف المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية منظمة إرهابية في هذا التوقيت دون الدعم السريع؟؟
هذه محاولات بائسة تسعي إلى استحداث سرديات غير حقيقية للواقع السوداني ولمعركة الكرامة، حيث تابع العالم الإصطفاف الشعبي الكبير للسودانيين حول قواتهم المسلحة والقوات المساندة، ومايخافون منه أن هذا الاصطفاف الشعبي سيكون هو بداية الإعداد لمرحلة إنتقالية تسعى إلى استقرار وسلام السودان .

ماهي مجهوداتكم الإقليمية والدولية لتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية؟؟
هناك مجهودات دبلوماسية متعددة المستويات، وأهمها مايقوم به وزير الخارجية السفير محي الدين سالم مع قادة الدول ومع نظرائه من وزراء الخارجية وعبر السفارات والبعثات الدبلوماسية السوداني، وأيضا عبر الزيارات المنظمة التي يقوم الممثلون الخاصون لدول الإتحاد الأوربي، والمنظمات والوكالات الأممية، هذا فضلا عن ماتقدمه وزارة الثقافة والإعلام بقيادة وزيرها المتميز خالد الاعيسر والتي تعكس في جميع الوسائط الإعلامية التقليدية والحديثة انتهاكات وفظائع المليشيا المتمردة الإرهابية، والتي تركتب ضدد المدنيين والمواطنين العزل في مناطق مختلفة في السودان.

نريد الوقوف على الأوضاع الإنسانية بالبلاد وخصوصا نازحي الفاشر في الدبة وطويلة وكردفان وهل تستطيع الحكومة تلبية احتياجاتهم أم أن الأمور مازالت تحتاج لمساعدات دولية؟؟
أحداث الفاشر الأخيرة كانت الأفظع منذ بداية الحرب، حيث ظل حصار الفاشر لفترة تجاوزت الـ 18 شهرا، عانى فيها مواطنو الفاشر من الجوع والمرض والتعذيب، علي الرغم من صدور قرار مجلس الأمن الدولي (2637)، لفك حصار الفاشر لكن المليشيا المتمردة ضربت بهذه القرارات عرض الحائط، وواصلت في ممارسة كل صنوف التعذيب والانتهاكات والتقتيل التي وثقتها بنفسها ونشرتها في وسائل التواصل الإجتماعي.
نزح مواطنو الفاشر إلى ولايات شمال السودان، وهربوا من مناطق سيطرة المليشيا إلى مناطق سيطرة الجيش والتي وجدوا فيها الأمن والحماية والرعاية التي ينشدون بعد رحلة ألم ومعاناة امتدت إلى أيام وليال، الوضع الإنساني معقد، واستجابة المنظمات ضعيفة والفجوة كبيرة، خاصة في مجالات خدمات البنى التحتية من توفير المياه والمراحيض، وأيضا التعليم والمشروعات الإنتاجية لسكان المعسكرات .

إلى أي مدى يسير موضوع نقل الحكومة إلى الخرطوم، وإلى أي مدى العاصمة مؤهلة الآن لاستقبال الجهاز التنفيذي للدولة، ومتى ستعودون؟؟
وجه دولة رئيس الوزراء بإنتقال كامل الجهاز التنفيذي إلى الخرطوم، والعمل من العاصمة بداية العام الجديد، وتعمل وزارة شؤون مجلس الوزارء على الاطمئنان على أن تكون جميع الوزارت قد استلمت مقارها الجديدة بالعاصمة بنهاية ديسمبر 2025، كما أن اللجنة العليا لتهئية البيئة بالخرطوم بقيادة الفريق إبراهيم جابر والسيد والي الخرطوم، قد أكملت عملها في الترتيبات الأمنية، وإفتتاح أقسام الشرطة في جميع أحياء الخرطوم، وعودة خدمات الكهرباء والمياه، فضلا عن تهيئة المرافق الصحية والتعليمية والأسواق، لضمان عودة آمنة للحكومة وللمواطنين.

نريد إلقاء الضوء على إعادة إعمار السودان… وهل البلاد جاهزة لإعادة الإعمار الآن ومتى ستبدأ خطة هذا الملف وأهم الدول التي ستشارك السودان في إعادة إعماره؟؟
نعم ملف إعادة الاعمار هو من أهم اسبقيات حكومة الأمل، حكومة الدكتور كامل إدريس، وقد تمت التوصية بإنشاء مفوضية عليا للاعمار تحت إشراف دولة رئيس الوزراء، وترحب حكومة السودان بدور جمهورية مصر العربية في مجهودات إعادة الإعمار عبر الشركات العامة والقطاع الخاص، وكذلك ترحب بالاشقاء والأصدقاء للاسهام في إعادة إعمار مادمرته الحرب في السودان .

سؤال أخير… من الملاحظ غياب وزير الخارجية عن حضور زيارات وفاعليات مهمة في الفترة الأخيرة، هل لنا أن نعرف ماهو سبب هذا الغياب؟؟
الوزير يعاني من وعكة صحية، وهو الآن في فترة تشافي لن تطول، وسيعود قبل نهاية العام إلى مقر عمله ببورتسودان إنشاء الله.

المصدر : المحقق

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *