المندرة نيوز

د. عبدالعزيز الزبير باشا يكتب.. تفكيك عقل كامل إدريس… ومنظومة الضعف التي أحاطت به

الخرطوم=^المندرة نيوز^
ما صدر عن د. كامل إدريس ليس خطأً في التقدير، بل خللًا في طريقة التفكير نفسها.
وهذا أخطر، لأن الخطأ يُصحَّح، أما الذهنية فتهدم دولة.

أولًا: عقلية الموظف الدولي في موقع رجل دولة
كامل إدريس تصرّف في مجلس الأمن كمن يقدّم ورقة سياسات لمنظمة دولية، لا كمن يقود دولة تتعرض لغزو.
• لغته لغة “إدارة نزاع”، لا “حرب وجود”.
• مفرداته مصقولة أمميًا، لكنها منزوعة السيادة.
• تفكيره قائم على إرضاء الوسطاء، لا فرض السردية الوطنية.

هذا ليس أسلوبًا مختلفًا…
هذا انتماء ذهني خاطئ.

الدول لا تُدار بعقلية *الـUNDP* ، ولا تُستعاد السيادة بمصطلحات ورش جنيف.

*ثانيًا: المبادرة تكشف الذهنية:* *تساوي بين الدولة والمليشيا*

أخطر ما في المبادرة ليس بنودها، بل الافتراض الذي بُنيت عليه:

أن الصراع “نزاع داخلي قابل للتسوية المتوازنة”.

وهذا كذب سياسي.
• لا يوجد توازن بين دولة ومليشيا.
• لا يوجد “حوار متكافئ” مع أداة غزو.
• لا يوجد “نزع سلاح بضمانات أممية” دون تسمية من سلّح.

من يفكر بهذه الطريقة لا يفهم طبيعة الحرب، أو يفهمها ويختار تجاهلها.

*ثالثًا: الهروب من التسمية…* *جبن سياسي مغلّف بالدبلوماسية*

عدم تسمية الإمارات ليس ذكاءً، بل هروب.
• من لا يُسمي المعتدي، يُضعف ملفه القانوني.
• من لا يواجه الكذبة، يتركها تصبح رواية.
• من يصمت أمام مندوب العدو، يعترف له ضمنيًا بالمساحة.

الدبلوماسية ليست الصمت.
الدبلوماسية هي الضربة اللفظية الدقيقة.
وما رأيناه كان انسحابًا ناعمًا من المعركة.

*رابعًا: فريقه… مدرسة واحدة: العقم السياسي*

لا يمكن فصل ضعف الخطاب عن ضعف الفريق.

الذين صاغوا هذه المبادرة:
• إما تكنوقراط بلا حس سيادي
• أو سياسيون بلا شجاعة
• أو قانونيون منفصلون عن ميزان القوة
• أو انتهازيون يراهنون على “القبول الدولي” لا النصر الوطني

لا أحد في هذا الفريق فكّر كدولة محاصَرة.
كلهم فكّروا كأفراد يبحثون عن موقع في مرحلة انتقالية طويلة، رمادية، قابلة للتدوير.

هذا فريق لا يبني دولة.
هذا فريق يدير تسوية.

*خامسًا: كارثة “توفيق الأوضاع” و”مراجعة البلاغات”*

هذه ليست سذاجة.
هذه بوابة اختراق.
• قبل الحسم الأمني: خيانة للمبدأ.
• قبل تسمية العدوان: تمييع للعدالة.
• قبل تفكيك الشبكات: إعادة تدوير الخطر.

من يطرح هذا الآن:
إما لا يفهم الأمن القومي
أو يفهمه ويضحي به مقابل وهم “المناخ السياسي”.

*سادسًا: أخطر ما في كامل إدريس*

الخطر ليس أنه ضعيف.
الخطر أنه يعتقد أن الضعف فضيلة.
• يخلط بين الهدوء والحكمة.
• بين الغموض والمرونة.
• بين الصمت والرقي السياسي.

وفي السياسة، هذا قاتل.

الدول التي تُغزى لا تتحدث بهذه اللغة.
تتحدث بوضوح، بحدّة، وبسردية صلبة.

كامل إدريس لا يفشل لأنه سيئ النية.
يفشل لأنه الرجل الخطأ في الزمن الخطأ.

*تفكيره:*
• غير سيادي
• غير صدامي حيث يجب الصدام
• غير حاسم حيث يجب الحسم

*وفريقه:*
• يعكسه
• يبرر له
• ويُضفي على ضعفه شكل “خطة”

هذه ليست قيادة حرب.
هذه إدارة ما بعد الهزيمة… قبل أن تقع.

والدول لا تسقط فقط بالمدافع.
تسقط حين يقودها من لا يؤمن أن السيادة تُنتزع… ولا تُستجدى.

*وطن ومؤسسات*
*السودان أولاً وأخيراً*
*د. عبدالعزيز الزبير باشا*
*23/12/25*

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *