المندرة نيوز

حوار الأسرار.. مع القيادي بجنوب كردفان الرحيمة مسيبيل

القيادي بجنوب كردفان الرحيمة إسماعيل مسيبيل في حوار الأسرار مع المندرة نيوز

نظام حكم الأقاليم فاقد البوصلة وجنوب كردفان مصيرها مجهول
السودان سيدخل حروب جديدة بسبب القبيلة والمنطقة

تهميش جنوب كردفان سيولد صراعات خطيرة

 إتفاق سلام جوبا كسيح

مدخل
تعد ولاية جنوب كردفان من مناطق النزاع التى لا زالت تكتوي بنيران الحرب ولم تنفض غبارها رغم أن إتفاق جوبا إعتمد نظام حكم الأقاليم بحسب المسارات لكل منطقة، ولكن خروج الحركة الشعبية عن خارطة السلام تجعل الموقف أكثر تعقيداً وضبابية بإعتبار أنها لم تضع السلاح وتسيطر على مناطق واسعة بها، المندرة نيوز في ظل تلك الأوضاع جلست إلى أبرز قيادات المنطقة الباشمهندس الرحيمة إسماعيل مسيبيل للتعرف على ما يدور من حراك من أجل اللحاق بركب التنمية والسلام فإليكم مضابط الحوار.

حوار=^الطاف حسن^
بداية حدثنا عن دواعي إنشقاقكم من حركة العدل والمساواة..؟
ملف الإنشقاقات هو ملف لازم جميع الحركات المسلحة التي كانت تقاتل في النظام البائد لأسباب متعددة جزء منها الحكومة والجزء الأكبر محدودية رؤية القيادات، وفي تقديري إذا قامت الحركات بتطوير فكرها وعملت بقبول الآخر لوصلت المركز قبل ثورة ديسمبر 2019، لأن ما كان متاح لها من إمكانيات عسكرية وإعلام وقبول يمكنها من ذلك، وهي كانت الجهة التي ساهمت بصورة أساسية في إسقاط النظام السابق .
حديثك يؤكد أن قيادات الحركات نفسها سبب في الإشقاقات..؟
نعم.. لأن الأسباب الرئيسية التي شقت صفوف الحركات كانت نتيجة لعوامل داخلية، وكثير من قيادات الحركات لم تستطيع ان تتحرر من إرتباط الحزبية والتقليدية الموجودة في السودان، بالإضافة إلى ذلك نجد كثير من القادة يتركوا خط البنية الأساسية للحركات ويتجهون لتنفيذ أجندات تعتمد على الولاء القبلي وتقديس الزعامة، وهذا الوضع سيدخل السودان في حروب جديدة .
لكن أيضاً النظام البائد كان له ثأثير واضح على فصائل كثيرة..؟
صحيح النظام السابق كان له يد وشغل كبير جدا في الإنقسامات، وتأكيداً لذلك أن غالبية الإنشقاقات تحدث متزامنة مع جولات التفاوض، لكن في نفس الوقت النظام السابق ما كان يستطيع أن يجد ثقرة إلا عندما يحس ان هناك تصدع داخلي في الحركة، وعدد كبير من الفصائل المنشقة واصلت خطها الثوري ولم توقع مع الحكومة على أي إتفاق.
كيف تنظرون لإتفاق سلام جوبا..؟
سلام جوبا لم يحظى بالرعاية الدولية كسابقه من الإتفاقيات التي حظيت باهتمام ورعاية دول كثيرة مثل الترويكا والإتحاد الأوربي، وبالتالي السلام كله متركز على حكومة الفترة الإنتقالية بالعلات الموجودة فيها والاقتصاد المنهار تماما الذي ورثته، وفي تقديري حكومة السودان بمشاكلها المالية التي تعاني منها لا تستطيع أن تمول مشروعات الاتفاق، وإنزال الإتفاق لأرض الواقع يحتاج لكمية دعم وسيولة كبيرة للإنتقال من حالة الحرب الي حالة السلم.
لكن يمكن أن نقول إتفاق جوبا أسكت صوت البندقية..؟
أتفق معك تماماً في هذه النقطة.. والان لم تكن هناك اي عدواة بين الحكومة وأي حركة او حزب، وكل الجيوش التي كانت تقاتل في الحكومة السابقة بعد السقوط لم تتجه لخوض أي معركة ما عدا الصراعات المفتعلة التي يمكن يمكن نسميها جزء من تقصير توعية السلام ومطلوباته.
حديثك يبشر بطي ملف الحرب بعد الثورة..؟
ثورة ديسمبر المجيدة مهدت الطريق لبساط السلام الشامل، ولكن ما لا يعرفه الآخرين وغائب تماماً عن أجندات الحكومة الإنتقالية، أن هناك حرب قبلية بدأت شرارتها في في عدد من المناطق وهذا م أخشاه على السودان، وهناك نمو متزايد للانتماء القبلي حول المفاهميم لمحاربة الحكومة عبر القبيلة والمنطقة لأن التنامي الموجود يمكن القبيلة أن يتحد أبنائها في الجيش والشرطة والحركات والمواطن العادي ضد الحكومة أمام مطالبهم، ومن خلال ممارستنا الطويلة في العمل السياسي ندرك إلى أين تذهب الأمور، والآن بدأت تتوسع دائرة القبيلة إلى المنطقة والقرى المجاورة بإتحاد عدد من القبائل، والشرق نموزج.
هل تعني أن سلام جوبا مهدد بعوامل التكتلاب القبلية..؟
السلام محتاج لزمن طويل ودفع ثمن، وسلام جوبا لا يشبه إتفاقات السلام السابقة، ومعروف أن أي توقيع السلام تتبعه منح كبيرة محفزات للعمل المدني بدل العمل المسلح، ونحن الان مطالبين ان نعمل بنفسنا لكي يتم تنفيذ إتفاق جوبا الذي يفتقد التمويل، والآن أي قائد من الحركات يقوم بتمويل زياراته الميدانية بذاته وهذا الشي جعل إتفاق جوبا كسيح تماما، ونحن مطالبين بتمويل السلام تمويل ذاتي لاننا وقعنا على اتفاق السلام، وهو عمل سوداني سوداني تماما، لان جوبا قريبة مننا، والمجتمع الدولي دوره ضعيف جدا.
هنالك حديث يشير إلى تعمد الحكومة في تنفيذ ملف الترتيبات الامنية.. تعليقك.؟
حقيقة.. ملف الترتيبات الأمنية الحكومة نفسها داخلة فيه في ورطة لأنها غير قادرة على توفير الإستحقاقات التي نص عليها الإتفاق لكي تستوعب كل الحركات التي تحتاج لتوفير المعسكرات وتجهز المؤن، بإعتبار أن حقوق مكفولة يجب تحقيقها بمجرد دخول القوات للمعسكرات تصبح الحكومة ملزمة بالإشراف عليها بتمويلا وتوفر لها كافة الاحتياجات وتصرف لهم مرتبات من تاريخ دخولهم المعسكرات، وفي تقديري هذه تكاليف الحكومة داخلة فيها في ورطة كبيرة، ونتيجة لذلك الخلل ظهرت التفلتات لان كثير من القوات الميدانية من الحركات ترى أن الحكومة متعمدة تأخير تنفيذ بند توفيق الأوضاع.
ما هي الخطوات الصحيحة التي يمكن إتباعها بشأن الترتيبات الأمنية..؟
الجدية في تفعيل صندوق إعادة الدمج والتسريح (DDR) وتسوية الحقوق حسب الرتبة العسكرية التي نزل بها المعاش، وبالتالي الترتيبات الأمنية أزمة مشتركة تحتاج صبر وتحمل جميع الشركاء وتقديم تنازلات كثيرة وهذا الشي ضروري رغم أنه حق منح لهم ومكتوب بالنص لكن في استحالة في توفيرة او تنفيذه
وما الذي يتوجب على الحكومة مقابل تنازلات الشركاء عن حقوقهم..؟
الحكومة عليها البحت عن تمويل عبر اللجنة المشتركة التي تم تكويتها لهذا الشأن، وهناك رضا وإرتياح ملموس من قادة الحركات، وهذا يشير إلى ان هناك خارطة بدات تتضح ملامحها.
كيف تنظر لمناطق النزاع بعد إتفاق جوبا..؟
هذه أغرب إتفاقية.. عملت السلام واتعاملت بالمسارات وقسمت مناطق النزاع لمسارات، وفي تقديري هذا تمهيد للإنفصال، والآن مناطق النزاع تشعر بالتهميش لأن جميع هذه المناطق تعاني من دمار المنشأءات التي دمرتها الحرب ولم تحدث فيها تنمية، والحرب دمرت حتى البنيات الموجودة في مناطقنا، لذلك نحن محتاجين لوضع فروقات زمنية في توجيه البرامج التنموية، هذا الكلام إفرازاته الان في المناطق المتاثرة بالحرب التي لم تشعر باي إتفاق منزل على الواقع.
في رأيك كيفك يمكن أن يتم تنصيب حاكم جنوب كردفان والحلو لا زال خارج حلقات السلام..؟
تطبيق نظام الحكم الذاتي تبعياته كثيرة جداً من ضمنها إعمار ما خلفته الحرب وقيام المشاريع القومية، صحيح الآن تم تنصيب حاكم للنيل الازرق ودارفور، لكن من الصعب أن يتم تنصيب حاكم لجنوب كردفان، ونحن الأن نعيش فقدان البوصلة خاصة وأن المناطق التي تحت سيطرة الحلو لا يمكن ان تنصاع مع المناطق المنصبة مع الحكومة.
هل الموارد يمكن أن تسبب عوائق لنظام حكم الأقاليم لاحقاً..؟
صحيح مسودة الحكم الذاتي نصت على أن يكون نصيب المركز من موارد الأقاليم حوالي 25% او 30% من الموارد، لكن ذلك سيدخل السودان في مشكلة اقتصادية جديدة لان المشكلة التي تتولد من تنفيذ البنود تكون أسوا من المشكلة الاقتصادية التي نعيشها، باعتبار أن كل اقليم يجب أن يعتمد على مواردة في النما والتطوير، لكن نصيب المركز سيدخل الولاة في مشكلة حقيقة، والا يكون الحكم الذاتي ترضية فقط، وأعتقد أن حكم الأقاليم سلاج ذو حدين يمكن ان يمهد لإنفصال أو وحدة طوعية للاقاليم بالتالي يمكن ان تقود لكونفدرالية.
هل أنتم في جنوب كردفان لديكم مطلوبات نظام الحكم في ظل التعقيدات السياسية التي تعاني منها المنطقة..؟
ابناء جنوب كردفان متفقين على حكم ذاتي ولكن يفصله أبنا المنطقة، والنزاعات الموجودة الان هي نفس النزاعات الموجودة في دارفور بدات تتولد في جنوب كردفان ومشكلة كلوقي م بعيدة عنكم ، تلودي والليري وهذه أول مرة تحدث فيها مشكلة دموية ، والحكم الذاتي قد يكون خصما عليناً لفقده الرؤية الواضحة، والصراع خطير جدا في جنوب كردفان لأن الصراع فيه صراع موارد، اراضي معادن زراعة.
هل لديكم رؤية لحلحلة نزاعات المنطقة وتطويرها..؟
بهذا الخصوص لدينا شغل كبير شرعنا فيه بلم الشمل وحلحلة كل النزاعات الحاصلة في جنوب كردفان، الان التحركات المجتمعية قطعنا فيها شوط كبير جداً خاصة المصالحات، ونحن بصدد وضع خارطة طريق لتوحيد صف أبنا المنطقة وسنستبعد فيها الإستقطاب والتمثيل الحزبي الترميزي، لأننا نريد تعايش مجتمعي في المنظقة.
هل لديكم تواصل مع المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية..؟
نعم.. نحن مستهدفين جميع مناطق جنوب كردفان بما فيها منطقة الحلو، ولدينا تواصل مستمر نسعي خلاله لتوحيد الرؤية خاصة فيما يتعلق بالصراع في المناطق الزراعية والمناجم، والان أبنا المنطقة يقودون عمل مميز في هذه الجانب، ونحن نمهد لكي نكون كتلة واحدة ترفع علمها على مرشح واحد او شخصية واحدة يدفع بها لكتفة الانظمة بالمركز والدوائر والرئاسة.

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب