الخرطوم= اليسع أحمد
تشهد ولاية القضارف هذه الأيام تظاهرات تنادي بإسقاط الحكومة، تطورت الاحتجاجات أمس إلى عمليات نهب وتخريب لعدد من المحال التجارية بأسواق الولاية ونهب ملايين الجنيهات منها بواسطة عصابات إجرامية وصفتها حكومة الولاية بتمويلها من عناصر النظام السابق، وأكدت حكومة الولاية أن تباطؤ الأجهزة الأمنية في حسم المتظاهرين أسفر عن انفلات أمني وتازم الأوضاع بالولاية.
تخريب ممنهج :
يقول السكرتير الإعلامي لمبادرة القضارف للخلاص جعفر خضر لـ (السوداني) إن أسواق الولاية منذ أمس الأول تشهد عمليات نهب وتخريب ممنهج وتآمر واضح من قبل عناصر النظام السابق، وكشف خضر عن تقاعس الأجهزة الأمنية عن القيام بدورها بحجة عدم وجود قوة كافية للسيطرة على الاحتجاجات مما أسهم في تفاقم المشكلة وأحدث فراغ وانفلات أمني أسفر عن نهب أكبر المحال التجارية والبقالات أشهرها بقالة الوكيل ونهب مبالغ تقدر بمليارات الجنيهات، وأكَّد ضلوع الإسلاميين في عمليات التخريب مرددين شعارات عديدة مناوئة للحكومة منها ( لاتراجع لا استسلام حتى نُحكم بالإسلام.)
تأزُّم أوضاع :
ووصف جعفر خضر دور الشرطة بـ (المحفز للعنف) بحيث إنها تطلق عدد (بمبانة) واحدة وسط الكم الهائل من الجموع وتذهب دون العمل على تفرقة المتظاهرين، مشيراً إلى تأزِّم الأوضاع الأمنية بالولاية حتى مساء أمس الخميس وعدم السيطرة عليها مما ينذر بكارثة مقبلة لامحالة، ونوّه إلى قيام المظاهرات وفق مخطط بالتزامن مع خروج الطلاب والطالبات من المدارس واستعطاف الثوار والطلاب بترديد شعارات تندد بالغلاء لانضمام الموكب ولزيادة الجموع وترديد شعارات إسلامية وقذف المواطنين والمحال التجارية بالحجارة واحداث فوضى عارمة، مؤكداً عدم حدوث أي إصابات أو خسائر بشرية بين المتظاهرين.
ثورة جياع :
عضو بحزب المؤتمر الوطني المحلول فضل حجب اسمه أكَّد لـ (السوداني) أن التظاهرات التي تشهدها ولاية القضارف هي ثورة جياع سببها الضائقة المعيشية في كل مناحي الحياة وعجز الحكومة عن حلها ، وأوضح أن المتظاهرين من شتى ألوان الطيف وليس لهم إنتماء سياسي لحزب بعينه هدفهم سقوط الحكومة وتحسين أوضاعهم المعيشية ، ونفى العضو تمويل حزبه للمتظاهرين قائلاً: إن المظاهرات سببها تردئ للخدمات في كافة المجالات ورفع الدعم عن كل السلع الأمر الذي جعل المواطن بين نارين وتشابه الموت بالبقاء بالمنزل أو الخروج للشارع.
سلامة متظاهرين :
وأكدت عُضو لجنة رعاية شهداء ثورة ديسمبر المجيدة بولاية القضارف د. سامي الدرديري لـ (السوداني) سلامة المتظاهرين وعدم تسجيل أي إصابات وسطهم أو سقوط جرحى في التظاهرات التي تشهدها الولاية منذ الأمس، وقال الدرديري أن اللّجنة لم تُسَجِّل أي حالة إصابة حتى الآن، ونوّه إلى وجود حالات اختناق وسط المتظاهرين نتيجة لإطلاق البمبان، وصفها بـ (الخفيفة) ، وأكَّد جاهزية اللّجنة ومرابطتها بالمستشفى لمعالجة حالات الاختناق لحظة وصولها.
تباطؤ أمني :
وقال الناطق الرسمي باسم حكومة ولاية القضارف عبدالوهاب إبراهيم عوض لـ (السوداني) إنّ تباطؤ الأجهزة الأمنية بالولاية أدى إلى حدوث تلفتات أمنية و عمليات نهب وتخريب لعدد من المحال التجارية بأسواق الولاية، وأكد عوض أن المظاهرات بالولاية مدفوعة القيمة من قبل عناصر النظام البائد تمت باستغلال (الشماسة والنشالين) في تأليب الشارع احتجاجاً على ارتفاع تعرفة المواصلات الداخلية من 30 إلى 40 جنيهاً، وكشف عن ضلوع عناصر حزبي المؤتمر الوطني، والمؤتمر الشعبي في الفوضى واتخاذ زيادة التعرفة ذريعة، مُشيراً إلى تضامن مفصولي قوات الأمن الشعبي من قبل لجنة إزالة التمكين وتفريغ غبنهم في الشارع وتسيير مواكب جوار المدارس لزج الطلاب في المواكب، ونوه إلى هدوء نسبي للأوضاع بالولاية، متوقعاً معاودة التظاهرات بقوة حال ظلت القوات الشرطية بهذا التراخي مع المتظاهرين.