المندرة نيوز

وانهد عش الدبابير..”مكتب حمدوك”.. حكاوى الغرف المُغلقة

وانهد عش الدبابير.."مكتب حمدوك".. حكاوى الغرف المُغلقة

الخرطوم: جاد الرب عبيد
صدى واسع حظيت به خطوة رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك بإجراء تغييرات شاملة في طاقم مكتبه لا سيما المستشارين الذين احدثوا ضجة هائلة خلال الفترة الماضية، بعد ان انتاشتهم سهام الاتهامات من قبل وزراء سابقين وسياسيين بتدخلاتهم السافرة في العمل التنفيذي، غير ان مجموعات آخرى ذهبت الى اطلاق اسم “المزرعة”، على مستشاري رئيس الوزراء، وبررت ذلك بأن بعض المستشارين يلتقون في احدى المزارع يمتلكها صديقاً لحمدوك تطبخ فيها القرارات هناك. في تساءل البعض عن خلفياتهم السياسية، وكيف تم تصعيدهم كمستشارين.. وأين كانوا قبل الثورة؟!.
أبرز المستشارين
يذكر أن أبرز مستشاري وطاقم مكتب رئيس الوزراء يتكون من كبير المستشارين الشيخ الخضر، والذي يساعده امجد فريد وحاتم قطان.. كما يضم المكتب مدير المكتب علي بخيت، والمستشار الاقتصادي د. آدم حريكة، والمستشار الإعلامي فايز السليك، والمستشار المنتدب من الأمم المتحدة د. محمد منعم منصور، والمستشارة المنتدبة من الأمم المتحدة د. عائشة البرير، ومستشار السلام د. جمعة كندة، وسكرتيرة مكتب الرئيس أماني عاطف، والسكرتير الصحفي البراق النذير الوراق، ومسؤولة إدارة الإعلام داليا الروبي، وناتاليا يعقوب، وأحمد شموخ.
جدل الاستقالة
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة ما الذي دفع حمدوك الى إجراء هذه الخطوة الجرئية، هل الهجمة الشرسة التي وجهت لمستشاريه ابان الفترة الماضية هي السبب؟، أم ان الخطوة تأتي في اطار التغييرات الشاملة التي يشهدها مجلس الوزراء، وفي كل الحالات نجد انه كان هنالك ارتباكاً في اتخاذ الخطوة، حيث خرجت تسريبات الى العلن قبيل اعلان الحكومة الجديدة بـ(24) ساعة، بأن حمدوك طلب من طاقم مكتبه تقديم استقالاتهم، هذه العادة التي درج عليها رئيس الوزراء، وسبق وان طبقها في الحكومة الاولى عندما طالبهم بتقديم استقالاتهم بدلاً من أن يعفيهم.
وكدأبنا في صحيفة “المواكب” في ملاحقة الأحداث، اجرينا اتصالاً بأحد المستشارين البارزين لكنه نفى النبأ جملةً وتفصيلاً، ولم تمر بضع دقائق حتى عاود ذات المستشار الاتصال مؤكداً ان الحديث عن تلقيهم طلباً من حمدوك بتقديم الاستقالة، ولكن مضى الوقت دون ان يقدم المستشارين استقالاتهم، وسارع المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء فائز السليك، بنفي النبأ، مؤكداً ان الحديث لا أساس له من الصحة.
وبالفعل مضت الامور كما يشتهي المستشارين حتى اعلن حمدوك عن حكومته الجديدة، وشكل طاقم مكتبه حضوراً طاغياً في المؤتمر الصحفي ووقف على تفاصيل وادارته، لكن ذلك لم يكن كافياً لتفنيد الحديث عن رغبة رئيس الوزراء في ابعاد طاقمه، حيث لم تمضي “48”، ساعة حتى أورد اعلام مجلس الوزراء تعميم صحفي، مفاده: “تماشياً مع التشكيل الوزاري الجديد وإيفاءً باستحقاقات المرحلة الدقيقة التي تمر بها بلادنا، قرر دولة رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك الشروع في إعادة تشكيل مكتبه”.
الغرف المغلقة
وحول كواليس اعفاء طاقم رئيس الوزراء تروي المصادر ان حمدوك عقد اجتماع مع مستشاريه وطاقم مكتبه حيث قام بإعفاء جميع المستشاري، وطاقم مكتبه، ، وتقدم عبدالله بالشكر لهم، على جهودهم المقدرة بالعمل بصحبته، في فترة حرجة من تاريخ البلاد، بذلوا فيها كل قدراتهم وإمكانياتهم لخدمة السودان وانجاح الفترة الإنتقالية. وذكر لهم أن المرحلة القادمة مرحلة تحديات، وخلص الاجتماع على أن يسلم أفراد الطاقم العهد والملفات التي بطرفهم خلال أسبوع واحد إلى رئيس الوزراء، وعلى صعيد متصل تم قبول مقترح يقضي بالإبقاء على بعض العاملين لتسيير مهام المكتب، إلى حين إعادة تشكيل طاقم المكتب الجديد، ومن المرجح أن يبقي د. حمدوك على بعض الموظفين القدامى في الطاقم الجديد.
وتمضي المصادر في القول: “إن الفترة الماضية شهدت تبايناً في الآراء بين عدد من العاملين بمكتب حمدوك؛ حول كيفية تسيير العمل في بعض الملفات، وإلى من تتبع صلاحية تنفيذها، الشيء الذي أدى إلى حدوث تقاطعات ومشادات بين العاملين في المكتب، وصلت درجة التنازع على تقديم المؤتمرات الصحافية لرئيس الوزراء؛ بما فيها المؤتمر الأخير المتعلق بإعلان الحكومة، مما أدى لإسناد تقديمه لوكيل وزارة الإعلام الرشيد سعيد”.
طلبات ورفض
فيما اشارت المصادر الى ان داليا الروبي، طالبت في الإجتماع بمنحها مهلة أطول، كي تستطيع تسليم ملفاتها، كون هذه الملفات مرتبطة بمشاريع بين الحكومة وبعض منظمات الأمم المتحدة، وأنها لا تستطيع تجهيز عهدتها بين يوم وليلة. من جانبه طالب مساعد كبير مستشاري رئيس الوزراء د. أمجد فريد بأن يقدم الجميع تقاريرهم الختامية إلى الشيخ الخضر، الشيء الذي رفضه الخضر، وقال قرار الإعفاء يشمله، لذلك لا يمكنه قبول ذلك الطلب.

أبرز المرشحين
وحول ابزر الشخصيات المرشحة لتكون بالقرب من حمدوك، خرجت تكهنات الى السطح، بأن الشفيع خضر ، الرجل المقرب من رئيس الوزراء سيكون على رأس القائمة التي ستتولى منصب كبير المستشارين، الى جانب وزير الثقافة والإعلام السابق فيصل محمد صالح والذي سيتم تعيينه كمستشار لحمدوك، فيما راجت تسريبات عن ترشيح وزير الخارجية السابق عمر قمر الدين في منصب كبير مستشاري رئيس الوزراء، لكن قمرالدين نفى خطوة تعيينه بمكتب حمدوك.، كما نفى ايضا فيصل محمد صالح وقال انه لم يتلقى أي اتصال في هذا الشأن، في وقت ذهب اخرون الى ان التشكيل الجديد لا يحتمل وجود علي بخيت والشيخ خضر ضمن فريق عمل واحد، و من المرجح بشكل كبير مغادرة الموظفين تحت إدارة الشيخ خضر في كل الاحوال و مغادرة داليا الروبي، ومن الممكن قدوم آخرين من خارج الفريق القديم، عن طريق انتقال الأمين العام لنيباد اسماعيل وادي إلى مكتب رئيس الوزراء.
تراشقات ومواجهات
الشاهد أن فترة مستشاري حمدوك شهدت تراشقات ومواجهات علنية مع ووزراء عقب مغادرتهم، وقيادات بالحرية والتغيير، كان آخرهم القيادي البارز بتجمع المهنيين، مولانا اسماعيل التاج، فبعد الهجوم الذي تعرض له حمدوك ومستشاروه من قبل مدير المناهج والبحث التربوي المستقيل د. عمر القراي، ووزير التربية والتعليم محمد الأمين التوم، خرج المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء، فائز السليك ليوضح الكثير من الحقائق، لكن القيادي بتجمع المهنيين إسماعيل التاج دخل إلى دائرة المواجهة ووصف مكتب حمدوك بـ (عش الدبابير)، الأمر الذي دفع السليك للرد عليه مكرهاً.. هذا فضلاً عن المواجهات الشهيرة بين كبير مستشاري حمدوك الشفيع خضر ووزيري الطاقة والمالية الاسبقين.
الحاضنة
الحاضنة السياسية للحكومة لم تكن راضية عن الجيش الجرار الذي يلتف حول حمدوك، بيد انه في عديد من المرات كان يقف حاجزا بينها ورئيس الوزراء، حيث عبر بذلك قيادات بالتحالف اكثر من مرة وبل وجهوا انتقادات للمستشارين مطالبين بالحد من صلاحياتهم، لكن الحرية والتغيير لم يكن لديها سلطة في مساءلة المستشارين او اعفائهم بيد ان امرهم كان بيد رئيس الوزراء لا غيره، وبسؤالنا في حوار سابق مع القيادي بالحرية والتغيير حيدر الصافي، في هذا الصدد، كشف الرجل عن تعديلات جديدة منحت التحالف حق مساءلة الوزراء ومستشاري رئيس الوزراء، وقال ان التحالف في الماضي كان جسم رقابي غير فاعل لا يمتلك سلطة، واشار إلى تحملهم العديد من القرارات الخاطئة التي اتخذها مجلسي السيادة والوزراء..
هذا وتذهب مصادر الى ان الحرية والتغيير دفعت بمطالب في بريد حمدوك باعفاء جميع المستشاريين الحاليين والأتيان بآخرين بالتشاور معها.
كلمات الوداع
وفي الصدد دون المستشار الاعلامي السابق لحمدوك فائز السليك، على صفحته على “فيسبوك” قائلاً: “انطوت صفحة في كتاب تجاربي، وانتهى أمد تكليفي بمهام المستشار الاعلامي بمكتب رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، بعد اتخاذ قرار جماعي منا لمنحه فرصة اعادة تشكيل مكتبه من جديد وفق متطلبات مرحلة حكومة التوافق السياسي الجديدة التي اتوقع نجاحها لان الظروف ستكون مختلفة من تلك الظروف التي عمل فيها وزراء ووزيرات الحكومة السابقة، وتعرض كثير منهم/ن الى حملات عداء وكراهية وشيطنة من البعض”.
والحديث للسليك: “ومن تجربتي الخاصة، كنتُ موقناً ولا ازال انني لست افضل الصحافيين والصحافيات، بل هي فرصة توفرت ليس اكثر ربما سيحقق فيها غيري نجاحات افضل لو توفرت لهم/ن الفرصة، هكذا هي الحياة والظروف، وشكرا للفرصة التي مكنتني من العمل قريبا من الدكتور حمدوك، لقد كانت تجربة مفيدة وثرة، وسوف أقول كلمتي عنه في زمان آخر، مثلما سعدت بالعمل مع بعض موظفي وموظفات الحكومة، اعضاء مجلس الوزراء المنتهي تكليفه”.
فائز قال إنه راضٍ عن التجربة، وأضاف: “يقيني أنني لم أتمكن من تحقيق كل ما كنا نصبو اليه في مجال الاعلام، وما نهدف له من توفير المعلومة لابناء وبنات شعبنا”. وشكر السليك الذين تعاونوا معهم خلال الفترة الماضية، في وقت لم ينسى الذين تعرضوا له بالنقد، قائلاً: “شكرا لكل من تقدم/ت بمقترحات وافكار ، وشكرا كذلك لكل الذين قدموا النقد لعملنا العام، وطالبوا بتجويد الاداء ، وتطوير وسائل العمل، ولا انسى الذين عبروا في نقدهم عن كراهية لي، او من سخرية، لا سيما الذين يعرفونني عن قرب، فالمجموعة الاخيرة جعلتني اقف واتفحص دوافع اي هجوم منظم على اي شخص في مكان مسؤولية دون معرفة بالشخص او ظروفه او ملابسات الحدث سبب الهجوم ، لقد حقنوني بجرعات مفيدة من الحصانة، ومنحوني قدرات من الصبر، وجعلوني أتأمل في معنى السلطة لا سيما حينما تكون سلطةً متوهمة، اي سلطة؟! أو تلك العابرة”

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب