بعد نجاح الثورة والتعديلات الكبيرة التى شملت المواقع والمؤسسات العامة التقيت مع مجموعة من الزملاء والزميلات بمدير جهاز المخابرات العامة بولاية نهر النيل عند زيارة لها وسألته عن الأوضاع الأمنية بالولاية في ظل الحراك الكبير الذي تشهده البلاد فأجابني -مستغربا- بأن الولاية – على حد تعبيره -(مافيها شغل)وكانت تلك اول مرة يعمل فيها بنهر النيل وهو المنحدر من خارجها
تذكرت هذا الحديث وقد نسب للسيدة والى ولاية نهر النيل الدكتورة آمنة المكي قولها ان جهاز المخابرات بالولاية يخفى عنها تحركات منسوبي النظام السابق وأنه جهاز غير متعاون بهذا الوصف
ربما لا تعلم الدكتورة آمنة المكي ان ولايتها أكثر من غيرها (ما فيها شغل) يستدعي عمل جهاز المخابرات من اساسه بل وحتى قريب كانت الكثير من مناطق نهر النيل بلا نقاط عادية للشرطة !
ان تحركات الناس في نهر النيل – كل الناس – معلومة لكل الناس ولا يكاد فيها خبر يخفى على أحد فهي ولاية بلا أسرار!
في ظل النظام السابق وعندما وقعت المفاصلة الكبيرة بين الإسلاميين و بدأت التحركات فوق الأرض وتحت الأرض وانطلقت المطاردات بين اخوة الأمس وفتحت أبواب المعتقلات في كل الولايات كانت المفاجأة رفض الإسلاميين في ولاية نهر النيل المفاصلة واعلانهم الحركة الاسلامية فيها جسما واحدا رغم أنف بقية الإسلاميين في المركز والولايات الأخرى !
ان وجد جهاز المخابرات العامة بولاية نهر النيل تحركات تستهدف الاستقرار فسوف يبلغ السيدة الوالى بلا شك من خلال دوره المنصوص عليه في الوثيقة الدستورية بجمع المعلومات وتحليلها وتمليكها للجهاز التنفيذي الذي تمثله الوالى هناك فوق انها رئيس اللجنة الأمنية التى تضم كل القوات النظامية بالولاية بما فيها جهاز المخابرات العامة
لقد كشفت ذات التصريحات المنسوبة للسيد والى ولاية نهر النيل ان الأزمة ليست في جهاز المخابرات ولا المؤسسات الأخرى التى تتعامل معها ومنها الشركة السودانية للموارد المعدنية والتى اتهمتها ايضا بعدم التعاون معها بل ومضت إلى أكثر من ذلك بقولها ان مدير الشركة السيد مبارك اردول لا يثق بها !
ان لم يلجأ جهاز المخابرات بولاية نهر النيل للرد على التصريحات المنسوبة للسيد الوالى والتى هي في ذات الوقت رئيس اللجنة الأمنية الممثل فيها الجهاز نفسه لتقديرات مقدرة فإن السيد مبارك اردول رئيس الشركة السودانية للموارد المعدنية قد فعل ببيان طويل -عريض (شلولخ)!
لا غرابة أن تختلف السيد الوالى مع أي منسوب للنظام السابق وتسأل عن تحركاته وان كان ساكنا بل وإن كان (الشريف الرضي) فهذه هي شريعة الوقت ولكن ان تختلف السيد الوالى مع مؤسسات الدولة فإن هذا ما يدعو الغرابة !