كنت في زحمة من الأعمال لما اتصل بي الصديق محمد عبدالقادر قائلا (حمدلله على سلامة الشيخ ومبروك الحوار )سألته (ياتو شيخ وحوار شنو؟)فرد (فكوا موسى هلال وشايف جماعته رشحوك لمحاورته)ومحمد عبدالقادر أبو حباب قسيم الآمال والآلام درجنا على مشاطرة المشاوير الطويلة والمواقف الصعبة ودائما ما تكون الضحكة حاضرة حتى في موضع الدمعة ومن ذلك عندما انفجرت ضاحكا وقاضي محكمة الصحافة في مدنى يأمره بالدخول لقفص الإتهام ورغم أنى كنت متهما مثله أنتظر المحاكمة إلا ان مشهده خلف القضبان بالنظارة السوداء والرأس الملساء بدأ لي أقرب لزعماء المافيا من رؤساء التحرير وكانت الضحكة التى كادت أن تؤدي بنا لضيق الحبس لولا سعة الجزيرة ونفوس قضاة الجزيرة!
تلك من الآلام إذا أما الآمال فما زفه لي ابوحباب من بشرى بإطلاق سراح زعيم المحاميد الشيخ موسى هلال لأننى اضع للأخير تقديرا خاصا وكبيرا واعتقد انه حافظ لتوازنات الحياة السياسية والإجتماعية في بلادنا مثلما للطبيعة عوامل توازن كالحر والبرد -الرياح والمطر -السهل والجبل!
يجئ إطلاق سراح الشيخ موسى هلال إذا في وقت أشد ما تحتاج فيه بلادنا لمثل هذا القرار وأشد ما تحتاج فيه لمثله من زعامات المجتمع ورجالات الحكمة والإدارة والسياسة واننى ممن يشهدون للشيخ موسى هلال بمواقف وكلمات لولاها لكان السودان اليوم في خبر كان –
يخرج الشيخ موسى هلال اليوم برأس عالى وصدر مكشوف وقلب مفتوح بلا احن ولا ضغائن (وليس كبير القوم من يحمل الحقدا)
ان حال بلادنا معروف اليوم للشيخ موسى هلال ونرجو ان يأخذ كتاب المصالحات الوطنية والإجتماعية بيمينه القوية فلقد سالت الكثير من الدماء و آن للدمعة ان تشق طريقها بين الدموع
شكرا لكل من بادر لإطلاق سراح الشيخ موسى هلال وشكرا لمن استجاب وان كان علي المسارعة بتسجيل حرف شكر خاص لشيخنا محمد حاج حمد الجعلي شيخ الطريقة القادرية بمنطقة كدباس بولاية نهر النيل لما علمت من مجهود جبار قد قام به في هذا الشأن وهو شيخ طريقة في نهر النيل وهلال شيخ قبيلة في دار فور و (يا هو ده السودان)!
عد ان يستريح هلال وبعد ان يزور (مستريحة)مرحبا به في كدباس – الدامر نهر النيل حيث (النوبات)تعلو والنحاس يهرز والعشار تنحر مودعات عند قدومه الميمون