بكري المدني.. في عموده الطريق الثالث يكتب..
11 أبريل – حتى لا نخدع انفسنا !
الخرطوم=^المندرة نيوز^
الذكرى الثانية إذا تطل علينا بمناسبة إسقاط أطول انظمة الحكم في السودان المعاصر عمرا ولطول عمر النظام السابق لم يكن إسقاطه أمرا سهلا ولا هينا ولقد جاء نتيجة ثورة كبيرة من غالب قطاعات الشعب السودانى واستجابة مقدرة من قيادة القوات النظامية التى وضعت ببيان واضح حدا للنظام الحاكم ولكن –
ولكن بعد عامين من التغيير لم يعد السؤال حول التحسن المفترض على حياة السودانيين هو المطروح بقدرما ان السؤال اليوم عن اسباب التدهور غير المسبوق في حياة الناس وفي كل شيء تقريبا ؟!
لقد كان السودان والسودانيين في 11ابريل العام 2019م وهو يوم الثورة العظيم أفضل من يوم ذكراها الثانية هذا بكثير ولا مقارنة ولا في أية شيء !
دعونا لا نخدع أنفسنا ان كنا نستطيع ان نخدع الغير فالخدمات من صحة وتعليم ومواصلات واتصالات وكهرباء وغاز الطبخ كانت أفضل قبل عامين ومعاش الناس من حيث الوفرة والأسعار افضل وأمن الناس وامانهم في البيوت وعلى الطرقات وفي الأسواق أفضل مما هو عليه اليوم والكرامة أفضل والعدالة أفضل والحريات الشخصية أفضل!
ان الإنجاز الوحيد الذي أراه من نافذة المراقبة بوضوح هو تحرير منطقة الفشقة وهو إنجاز جد كبير وما دون ذلك فإن السلام منقوص والعودة للمجتمع الدولى بلا فائدة تذكر والتطبيع مع إسرائيل تم بلا ثمن!
* تنحدر البلاد بشدة ولابد من منعها من السقوط الكبير وذلك في تقديري لا يأتى بثورة جديدة ولا انقلاب رابع فكليهما في الراهن معلوم العواقب ولن تكون نتيجة اي منهما سوى زيادة دفع عملية انحدار البلد والتعجيل بسقوطها !
الثورة في وجه من؟ والانقلاب على من؟ والبلد كلها قوات نظامية وحركات ثورية وإن كان ضحايا الثورة الماضية بالعشرات او المئات فإن ثورة جديدة تسبقها مواجهات مؤكدة فإن عدد ضحاياها مرشح لأن يكون بالآلاف و (الناس احسن تفتح عينها-حميدتى)!
فضل مخرج للسودان و السودانيين اليوم حوار عام بين كل الناس (بما في ذلك المؤتمر الوطنى -شفت كيف؟! – مناوي)حوار يضع وثيقة للتوافق السياسي ويؤمن الحياة في هذا البلد بل ويؤمن وحدتها ووجودها على خارطة الوجود نفسه !
لابد من حوار (سودانى -سودانى بالداخل -عبدالواحد )تناقش فيه كل القضايا حزمة واحدة وتضع خارطة طريق جديدة وقصيرة للفترة الانتقالية تنتقل البلاد بعدها بسلام وسلامة للديمقراطية الرابعة ولابد ان يكون حوارا يعجل بإيجاد حلول للقضايا الآنية ويخلق أرضية مشتركة -على الأقل -للقضايا المصيرية.
على الحكومة الحالية نفسها ان تدعو للحوار السودانى بإعلانها الصريح عن صعوبة المرحلة وعدم استطاعتها وحدها إنجاز كل الملفات والدعوة للحوار المعنى لا تكون بغرض المشاركة في الحكم بقدر ما هي مشاركة في الهم !
يجب ان نقبل على حوار شامل من خلال الإدراك الكامل بأن لا قوى سياسية تستطيع إلغاء الأخرى وللابد في هذا البلد ولا اثنية تستطيع ان تطرد الأخرى خارجه ولا قبيلة سوف تنتصر على قبيلة دائما ولا فرد بإمكانه إلغاء الآخر دوما !
ان حلول كل مشاكل السودان و السودانيين معروفة نظريا والمطلوب فقط الاتفاق حولها والعمل عليها جميعا والا سنضيع كلنا في الآخر!