الخرطوم=^المندرة نيوز^
* مما جاء في أخبار أمس الأول ان السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك عقد اجتماعاً مطولاً مع وزير الطاقة والنفط المهندس جادين علي عبيد ووكيل الوزارة المهندس وليد عصام الدين الأسد لمناقشة أزمة الكهرباء والنقص في المشتقات البترولية ولقد استمع رئيس الوزراء في الإجتماع المذكور الى تقرير عن أسباب الأزمة والمشكلات التي تواجه قطاع النفط والطاقة بالبلاد ومقترحات معالجتها وصرح السيد وزير النفط والطاقة بعد الإجتماع مباشرة أنه أطلع رئيس مجلس الوزراء على الجهود المبذولة لحل الأزمة في ظرف ثلاثة أيام !
* ثلاثة ايام إذا مر منها يومان وتبقى يوم واحد فقط وتحل مشكلة الكهرباء في البلاد بحسب الوزير !
* نظرا لتعقيدات مشكلة الكهرباء المرتبطة أساسا بالعجز المالي قد يبدو تصريح السيد وزير النفط والطاقة متفائلا جدا ولا أريد القول بأنه غير واقعي فلربما يعلم السيد الوزير ما لا نعلم ولكن حتى فى حال توفر الأموال اللازمة لمعالجة مشكلة الكهرباء فلا اعتقد ان ثلاثة ايام تكفى لوصول الوقود والاسبيرات لكل المحطات كما انها – اي فترة الثلاثة ايام -غير كافية على ما يبدو لصيانة كافة الأعطال هذا مع ضمان وصول الاسبيرات كلها في آن واحد !
* أكثر ما يضر المسؤولين في بلادنا هو إطلاق الوعود في الهواء ففي الوقت الذي كان فيه تصريح السيد وزير النفط والطاقة بحل مشكلة الكهرباء في ثلاثة ايام على المواقع كانت جهات أخرى تنشر جدولا للبرمجة – اي القطوعات-أثناء شهر رمضان القادم بعد أقل من ثلاثة ايام نسبة لتاريخ تلك الأخبار !
* تحفظ الذاكرة الجمعية للناس بعض التصريحات المنسوبة لبعض المسؤوليين لغرابتها وعدم واقعيتها وتتخذها من بعد حجة عليهم وعلى حكوماتهم مدى الأزمان
* لم ينس الناس- على سبيل المثال – تصريح اللواء صلاح الدين كرار أول أيام نظام الإنقاذ والذي قال (لو ما جينا نحن كان الدولار بقي ب20جنيه)قالها كرار وكان سعر الدولار 12جنيه فقط ولكن الدولار طار في الأسواق وطار كرار نفسه وبقى تصريحه باقيا مدى الأزمان !
* تصريحات مسؤولي العهد السابق من الصعب ان تحصى في هذه المساحة المحددة ولكن ان ذكرنا أول تصريح غير واقعي فلا بأس من ذكر آخر تصريح غير موضوعي لمسؤول في العهد السابق وهو وزير التجارة السيد حاتم السر والذي قال في جمع الساحة الخضراء المشهود بدايات ثورة الناس بسبب تطاول صفوف الأزمات انه لن تكون هناك صفوف بعد اليوم إلا في الصلاة !
* تفرتك صف الحكم وسقط النظام الحاكم وتعطلت صفوف الصلاة نفسها بعض الأوقات بسبب مرض كورونا وبقيت صفوف الأزمات وزادت وطالت ولا زالت !
* في العهد الجديد تبارى المسؤولون وأنصار الحكم من قادة الأحزاب والقوات في إطلاق التصريحات غير الواقعية ولأن المساحة أيضا لا( تشيل )كل التصريحات كما ذكرت سابقا فلا بد من مثال ثانى فقط وهو ما جاء على لسان وزير الصناعة والتجارة السابق فى النظام الحالي السيد مدنى عباس والذي قال يوما على الهواء مباشرة ان أزمة الخبز (الرغيف)ستحل في أسبوعين فقط -قالها مدنى -ورفع اصبعيه علامة الاثنين فقط ولا تزيد مع ابتسامة واثقة ولكن ذهب مدنى ولم يأت الخبز لا في أسبوعين ولا ثلاثة وقد اقتربنا من العام على تصريحه المثير ذلك !
* على أية حال نتمنى أن يأت الغد وتكون مشكلة الكهرباء قد حلت بالجد كما وعد السيد وزير النفط والطاقة ليكون المسؤول الوحيد الذي إذا قال فعل !