وكالات^ المندرة نيوز^
كشفت الأحوال الجوية الاستثنائية، التي تعرّضت لها الدولة، أخيراً، عن سلوكيات فئة من المتهورين، الذين يغامرون بأرواحهم وسلامة الآخرين، من أجل تصوير مقطع فيديو أو التقاط صور لآثار الأمطار على الطرق وجريان الأودية، وبثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، طمعاً في الشهرة وزيادة المتابعين وتحقيق «الترند».
وتداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي العديد من مقاطع الفيديو، التي نشرها أصحابها خلال المنخفض الجوي الأخير، وتظهرهم في حالة من التباهي بقيادة مركباتهم وسط تجمعات المياه في الطرق، وتصوير المركبات المتضررة، وغيرها من المشاهد.
وكانت الأمطار الغزيرة وتجمعات المياه قد تسببت في وقوع عدد من الحوادث المرورية على مستوى الدولة خلال السنوات الماضية، بسبب تجاهل بعض الأفراد والسائقين تحذيرات الأجهزة المعنية بضرورة الابتعاد عن مجاري المياه، حتى لا يتسببوا في تعريض حياتهم للخطر
واستهجن مواطنون ومقيمون تصرفات الباحثين عن الشهرة و«الترندات» خلال فترة الحالة الجوية غير المسبوقة التي شهدتها الدولة الأسبوع الماضي، إذ اعتبروا أن تلك التصرفات سلبية وتسيء إلى صورة الدولة، كما أنها تعيق جهود رجال الشرطة والأجهزة المعنية بتسيير حركة السير والمرور في مثل هذه الظروف، وتقديم الخدمات والمساعدات للعالقين، مطالبين بتشديد العقوبات على مرتكبي مثل تلك التصرفات التي وصفوها بـ«غير المسؤولة».
وقال المواطن «أبوهزاع»، إن «هناك متطفلين، اعتادوا التجمع عند أماكن الحوادث من أجل تصويرها، ويبحثون عن الشهرة دون اعتبار لمعاناة الآخرين، ومن هؤلاء من يستغل موسم سقوط الأمطار وجريان الأودية، للقيام بعاداته، فهو من ناحية يعرض نفسه للخطر، ومن ناحية أخرى يخالف تعليمات الأجهزة المعنية التي تمنع الاقتراب من تجمعات المياه».
واقترح المقيم، محمد رمضان، تشديد العقوبة على المتهورين، الذين يقودون مركباتهم خلال تساقط الأمطار الغزيرة ووسط تجمعات المياه، من أجل التقاط مقطع فيديو أو صورة، تزيد من عدد المتابعين لديهم على وسائل التواصل الاجتماعي، مشدداً على أهمية التوعية أيضاً من مثل هذه السلوكيات، وتأثيراتها السلبية في نقل صورة غير حقيقية عن الواقع في مثل تلك الظروف.
واستغربت نهى أحمد، وجود عدد كبير من المركبات على الطرق أثناء هطول الأمطار الغزيرة، رغم تحذيرات الجهات المعنية بعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى في مثل هذه الظروف، معربة عن اعتقادها أن هناك فئة من السكان تتعمد النزول وقيادة مركباتها في مثل تلك الظروف من أجل المتعة والتقاط الصور، متجاهلة أنها تعرّض نفسها والآخرين لمخاطر عدة.
وأصدرت الجهات المعنية في الدولة تحذيرات عدة من خطورة السلوكيات المتهورة خلال تساقط الأمطار، فيما خصصت وزارة الداخلية، من خلال قانون السير والمرور الاتحادي، عقوبات مشددة بحق المستهترين خلال فترة تقلبات الطقس.
ودعت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث خلال تقلبات الجو الاستثنائية الأخيرة، إلى ضرورة البقاء في المنازل، وعدم الخروج إلا في حالات الضرورة القصوى، وإيقاف السيارات في أماكن بعيدة وآمنة ومرتفعة عن مناطق جريان الأودية والشعاب وتجمعات المياه.
وأوصت باتخاذ الإجراءات الوقائية في حال سقوط الأمطار أو حبات البرد لتقليل تأثيرها على الممتلكات.
إلى ذلك، حذر الخبير المروري، الدكتور جمال العامري، من الاستعراض بالمركبات خلال تساقط الأمطار ووسط التجمعات المائية، لما لها من مخاطر جسيمة تعرض حياة الشخص للخطر والغرق في تجمعات المياه، وكذلك إشغال السلطات بتصرفات غير مسؤولة تنتج عنها أضرار لهم.
وقال إن الجهات الشرطية والمختصة في الدولة، أصدرت ضمن إجراءاتها الاستباقية الوقائية قبل المنخفض الجوي الأخير، تحذيرات وتعليمات للأفراد والسائقين بالابتعاد عن تجمعات المياه والبقاء في المنازل، وعدم الخروج إلا للضرورة حفاظاً على حياتهم وأرواحهم.
وأضاف أن مخالفة هذه التعليمات تعرض الأشخاص للمساءلة القانونية، فضلاً عن ما تمثله هذه السلوكيات من تعريض حياة الآخرين للخطر، وإعاقة جهود الشرطة والإنقاذ في مثل هذه الظروف.
وذكر أن ما أطلق عليهم «هواة مطاردة الأمطار وجريان الأودية» من قائدي المركبات، لا يدركون خطر ما يقومون به، مشيراً إلى أن بعضهم يفتحون بثاً مباشراً مع متابعيهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وهم يغامرون بحياتهم بقيادة مركبة خلال الأمطار الغزيرة أو عبور الأودية بهدف الشهرة وزيادة المتابعين.
وأكد العامري ضرورة عدم قيادة المركبة نهائياً أثناء المنخفضات الجوية والأمطار الغزيرة والضباب الكثيف، والالتزام بتعليمات الجهات المعنية حفاظاً على حياة الأفراد.