الخرطوم=^المندرة نيوز^
كشف الناظر محمد الأمين ترك ناظر عموم قبائل الهدندوة ورئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة عن بناء تحالف تنسيقي بمبادرة وطنية جامعة تعصم السياسيين من التمادي في منهج الخلافات التي تعتمد الإقصاء وجر البلاد نحو الهاوية.
وقال خلال اللقاء التنسيقي المصغر الذي ضم الإدارات الأهلية والطرق الصوفية أمس الخميس في إفطار سجادة الشيخ الفاتح قريب الله بامدرمان ان السودان الآن في مفترق طرق وفي مأزق تحديد الراهن والمستقبل بأن يكون أو لايكون، وقطع بأن الإدارة الأهلية والطرق الصوفية لن ينتظران إلى أن تقع حرب بين مكونات الدولة ويحدث صراع في المجتمع.
وأشار إلى أنّ الاجتماع التنسيقي الموسع بين الإدارة الأهلية وزعماء الطرق الصوفية قبل أربعة أشهر وضع الخطوط العريضة لبناء تحالف تنسيقي ومبادرة وطنية جامعة تعصم السياسيين من التمادي في منهج الخلافات التي تعتمد الإقصاء وجر البلاد نحو الهاوية، لافتاً إلى أنّ اللقاء التنسيقي الذي سينعقد قريباً ستخرج منه المبادرة العامة في شكلها الأخير، مؤكداً أنّ الإدارة الأهلية والطرق الصوفية لايعملان على منافسة الأحزاب ولا يرغبان في أي دور سياسي، واضاف: لدينا قواعد وحشود تسد عين الشمس والفينا مكفينا، لكن الواجب التاريخي والوطني يحتم علينا أن ننهض لتثبيت دعائم السلم في المجتمع ليكون متعافي وآمن.، ولن ننتظر حتى يتفرتق السودان.
وفي ذات السياق قال الخليفة عبدالرحيم أباصالح، خليفة مقام الشيخ الطيب بأمرحي، أنّ الطرق الصوفية طوال تاريخ السودان لم تدخل المعترك السياسي، لكنها ترشد وتنصح وتدعم الاستقرار، وهو ماستواصل عليه، وأشار إلى أنّ السياسيين على مر العصور يدركون هذه المكانة ويوظفونها لأجل الاستقرار، مذكراً بأنّ الحاكم العام رغم صلفه وغطرسته فترة الاستعمار إلا أنه كان يلجأ للإدارة الأهلية والطرق الصوفية. وأشاد أستاذ التاريخ رئيس مركز الدراسات السودانية، بروفيسور معتصم أحمد الحاج، بمبادرة التنسيق بين أهل التصوف وأهل الإدارة، وقال إنّ تاريخ السودان يحفظ لهاتين المؤسستين الأدوار العظيمة المشهودة في تثبيت دعائم السلم والإصلاح الاجتماعي.
من جانبه نبّه بروفيسور أحمد الطيب البلال، إلى أهمية مواجهة الراهن بتنسيق وجهد مشترك دؤوب، لأنّ الأزمات استفحلت والخطاب السياسي ينحدر بالتيارات كلها نحو الهاوية. فيما شدد الشيخ حسن محمد أحمد، إمام مسجد الشيخ الفاتح قريب الله، على ضرورة إصدار خطاب قوي باسم الطرق الصوفية يرفض القوانين التي اجيزت مؤخراً تبيح الربا وتبيح الحريات التي تتعارض مع الشريعة، واتفاقية سيداو التي تمنح المرأة مايتعارض مع أحكام الله.
وفي كلمته شكر الشيخ الدكتور هاشم الشيخ الطيب الشيخ الفاتح قريب الله، الحضور، مؤكداً على أهمية الدور الطليعي للطرق الصوفية والإدارة الأهلية في قيادة المجتمع في تعزيز الاستقرار، واضاف: نحن في أي فترة وفي أي عهد لانسعى للحكم، وليست هذه من مهامنا لاسابقاً ولا حاضراَ ولا مستقبلاً، لكن مهمتنا التصدي لكل مايزعزع الاستقرار، والعمل على تبصير النخب باجتناب الاحتراب وإدارة التنوّع بطرق سليمة تحفظ للمجتمع وحدته وتبادل الاحترام بين مكوناته كافة.
ويذكؤ ان اللقاء الجامع المشار إليه ضم وفد من شرق السودان مصاحب للناظر ترك يضم موسى محمد أحمد وآخرين، كما حضره بعض رجال الأعمال و قادة التصوف وعدد غفير من رموز المجتمع.