المندرة نيوز

محطة روحية استعدادًا لرمضان.. “فضائل شهر شعبان”

الخرطوم=^المندرة نيوز^

شهر شعبان هو أحد الأشهر المباركة في التقويم الهجري، ويُعدّ محطة روحانية مهمة تمهيدًا لشهر رمضان. يحتل مكانة عظيمة في الإسلام نظرًا لما ورد عنه في السنة النبوية من فضائل وأعمال مستحبة وأهم العبادات التي يُستحب الإكثار منها خلاله:

أولًا: مكانة شهر شعبان في الإسلام:

يأتي شعبان بين رجب (أحد الأشهر الحُرم) ورمضان (شهر الصيام والقرآن)، مما يجعله جسرًا للتهيئة النفسية والروحية لاستقبال رمضان. وقد وردت أحاديث كثيرة تبين فضل هذا الشهر ومكانته.

عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال:
قلتُ: يا رسولَ اللهِ، لم أرَكَ تصومُ شهرًا مِن الشُّهورِ ما تصومُ مِن شعبانَ؟ فقال: ذاكَ شهرٌ يغفلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وهوَ شهرٌ تُرفعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ.
(رواه النسائي وصححه الألباني)

ثانيًا: فضائل شهر شعبان:

▪️1. رفع الأعمال إلى الله تعالى

شعبان هو الشهر الذي تُرفع فيه الأعمال إلى الله، ومن المستحب أن يكون العبد في حالة طاعة وتقرب حين تُرفع أعماله. وهذا يُبرز أهمية الاجتهاد في العبادة خلاله.

▪️2. الإكثار من الصيام فيه

كان النبي ﷺ يُكثر من الصيام في شعبان أكثر من أي شهر آخر بعد رمضان، حتى قيل إنه كان يصوم معظمه.

قالت عائشة رضي الله عنها:
“ما رأيتُ رسولَ اللهِ ﷺ استكمل صيامَ شهرٍ قطُّ إلا رمضانَ، وما رأيتُه في شهرٍ أكثرَ صيامًا منه في شعبانَ”.
(رواه البخاري ومسلم)

▪️3. ليلة النصف من شعبان

ليلة النصف من شعبان لها خصوصية عند كثير من العلماء، وقد وردت أحاديث تشير إلى فضلها، ومنها:

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
“إنَّ اللهَ لَيَطَّلِعُ في ليلةِ النِّصْفِ مِن شعبانَ، فيَغْفِرُ لجميعِ خَلْقِهِ، إلَّا لِمُشْرِكٍ أو مُشاحِنٍ”.
(رواه ابن ماجه وصححه الألباني)

لذلك يُستحب في هذه الليلة الإكثار من الدعاء والاستغفار، والتخلص من أي خصومة أو شحناء.

▪️4. التهيئة النفسية والروحية لرمضان

يُعتبر شهر شعبان فرصة للاستعداد النفسي والروحي لشهر رمضان من خلال:

الإكثار من قراءة القرآن لتعويد النفس على الورد اليومي.

التوبة الصادقة والاستغفار لتصفية القلب.

تدريب النفس على الصيام لتسهيل صيام رمضان.

المحافظة على صلاة القيام والذكر للارتقاء بالطاعة قبل دخول رمضان.

ثالثًا: الأعمال المستحبة في شعبان :

▪️1. الصيام

أفضل الأعمال في شعبان هو الصيام، ويستحب صيام الأيام البيض (13-14-15)، وصيام الاثنين والخميس، والإكثار من الصيام عمومًا.

▪️2. الإكثار من الطاعات والقربات

تلاوة القرآن الكريم.

الإكثار من الذكر والتسبيح والاستغفار.

الدعاء وخاصة في ليلة النصف من شعبان.

الصدقة على المحتاجين.

▪️3. إصلاح القلب والعلاقات

التخلص من الضغائن والشحناء.

صلة الرحم وزيارة الأهل والأقارب.

الاستعداد لرمضان بتصفية النفس والنية الصالحة.

رابعًا: أحكام الصيام في النصف الثاني من شعبان :

نهى النبي ﷺ عن صيام اليوم أو اليومين الأخيرين من شعبان لمن لم تكن له عادة في الصيام، وذلك حتى يكون هناك فاصل بين شعبان ورمضان.

قال النبي ﷺ: “لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بصَوْمِ يَومٍ أوْ يَومَيْنِ، إلَّا رَجُلٌ كانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ”. (رواه البخاري ومسلم)

خاتمة:
شهر شعبان هو فرصة عظيمة للمؤمن ليزيد من طاعاته ويقترب من الله استعدادًا لشهر رمضان. فمن أحسن استغلاله بالصيام، والذكر، والتوبة، وقراءة القرآن، دخل رمضان بنفس نقية وروح مستعدة للعبادة. أسأل الله أن يبارك لنا في شعبان ويبلغنا رمضان ونحن في أحسن حال.

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *