المندرة نيوز

المصور.. من أسماء الله الحسنى

اسم الله المصور :
وروده في القرآن وفي السنة: ورد هذا الاسم مرة واحدة في القرآن وهو قوله تعالى { هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} [الحشر:24]

وجاء بصيغة الفعل مرات { هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ }[آل عمران:6] { وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ} [الأعراف:11] {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }[التغابن:3]

المعنى لغة:
يُقال: المصوِّر صَوْر الشيء بمعنى الميل. قال: رجل أصور أي مائل، وصُرتُ إلى الشيء أي أملته إليك ومنه قول الله تعالى {فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ } [البقرة:260]أي أمِلهن وأجمعهن إليك ويقال تصور الشيء أي تخيله وتوهمه. والتصاوير أي التماثيل وصورة الأمر كذا وكذا: أي صفته، وضربه فتصور:أي سقط. يُقال صوّر الشيء: أي جعل له شكلا معلوما، قطعه وفصله وميزه وهذا قريب أيضًا من اسم الله البارئ فهو فيه معنى التمييز للشيء. وفيه معنى الخلق وتصويره: جعله على شكل متصور وعلى وصف متعين أو وصف معين. هكذا ذهب اللغويين فى شرح هذا الاسم.

والصورة لغة: هي الشكل والهيئة والذات المتميزة بالصفات.

قال الراغب الأصفهاني في المفردات: ” الصورة ما ينتقش به الأعيان ويتميز بها غيرها وذلك ضربان أحدهما محسوس يدركه الخاصة والعامة، بل يدركه الإنسان وكثير من الحيوان بالمعاينة كصورة الإنسان والفرس والحمار والثاني معقول يدركه الخاصة دون العامة كالصورة التي اختص الإنسان بها من العقل والروية والمعاني التي خص بها شيء بشيء ”

فالمصور في حق الله سبحانه وتعالى: هو الذى صور الأشياء بشتى أنواع الصور الجلية، والخفية، والحسية، والعقلية، فلا يتماثل جنسان أو يتساوى نوعان بل لا يتساوى فردان {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} [القيامة:4] فالصور تتميز بألوان وأشكال في ذاتها وصفاتها، في خارجها وداخلها.

والله جل وعلا أبدع صور المخلوقات وزينها بحكمته وأعطى كل مخلوق ٍ صورة على مقتضى مُشيئته وحكمته، فهو الذي صور الناس في الأرحام أطورا ونوعهم أشكالا. قال تعالى:{وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِين } [الأعراف:11]

ومرحلة التصوير هي المرحلة الثالثة من مراحل الإيجاد بعد الخلق والبرء، فبعد تقدير الشيء وإنفاذه في الوجود تأتي مرحلة إضفاء الملامح والسمات التي يتميز بها كل مخلوق عن غيره.

ومثله – ولله المثل الأعلى- إذا أراد إنسان أن يبنى بناءً يأتي بمهندس يضع له تصورا للبناء أولا ثم تبدأ مرحلة تنفيذ البناء بالمواد الأولية ثم المرحلة الأخيرة مرحلة التزيين وتجميل البناء حتى يتميز عن غيره من الأبنية، ولله المثل الأعلى.

وإذا كان هذا البناء – وهو أمر هين- يحتاج إلي عدة أشخاص لإخراجه إلى الوجود والفراغ منه. فكيف بخلق السموات والأراضين السبع والشمس والقمر والكون على ما فيه من خلائق وأعاجيب.. فسبحان من خلق وصور وحده بلا معين ولا وزير..فهو وحده الخالق البارئ المصور. وحده قدر الشيء من قبل ثم أنفذه في وجوده ثم أعطاه من الملامح والقدرات ما يجعل له كيانا مميزا مستقلا..فسبحان الرب الإله.

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *