الخرطوم=^المندرة نيوز^
شهدت العاصمة السودانية الخرطوم مأساة مؤلمة، عقب وفاة ثلاثة أطفال إثر تلقيهم جرعة من لقاح الحصبة، ما أثار حالة من الذهول والحزن في الأوساط الطبية والشعبية، ودفع وزارة الصحة إلى فتح تحقيق عاجل للوقوف على ملابسات الحادثة التي هزت الرأي العام.
وبحسب ما أفادت به مصادر مطلعة لـ”سودان تربيون”، فإن طفلين توفيا خلال أقل من ساعة من تلقيهما جرعة اللقاح بمستشفى البان جديد بمنطقة الحاج يوسف شرقي الخرطوم، فيما تُوفي طفل ثالث بعد تسعة أيام من العلاج في مستشفى البلك للأطفال بأم درمان، وسط ترقب وقلق شديدين من ذوي الضحايا والمجتمع المحلي.
وقال موسى العطا، والد الطفل “عمرو” الذي يبلغ عامًا ونصف، إن طفله وابن جاره بدت عليهما أعراض التورم الكامل بمجرد وصولهما إلى المنزل عقب التطعيم، وتم نقلهما فورًا إلى المستشفى، إلا أنهما فارقا الحياة بعد دقائق فقط من وصولهما إلى طوارئ مستشفى البان جديد.
وأشار العطا في تصريحاته إلى أن هناك حديثًا عن وفاة طفل رابع بعد تلقيه نفس الجرعة، لكن لم يتم تأكيد الواقعة حتى اللحظة، في وقت تواصل فيه اللجنة المختصة تحقيقاتها للتأكد من عدد الضحايا والوقوف على الأسباب بدقة.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن جميع الأطفال الذين ظهرت عليهم الأعراض تلقوا نفس جرعة اللقاح بتاريخ 26 يونيو بمستشفى البان جديد، مما يرجح فرضية وجود خلل في ظروف الحفظ أو في طريقة إعطاء اللقاح.
وأكد الدكتور أحمد البشير، مدير الإدارة العامة للطب العلاجي بوزارة الصحة بالخرطوم، أنه تم نقل طفلين آخرين إلى مستشفى البلك، حيث تُوفي أحدهما بعد أسبوع من المراقبة والعلاج، فيما نجا الآخر بعد يوم من الرعاية الطبية المشددة.
وكشف البشير عن خطأ إداري وصفه بـ”الخطير”، حيث تم تخزين اللقاحات في نفس الثلاجة التي تُحفظ بها أدوية أخرى، بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن مكتب التطعيم، ما اضطر الفريق الطبي إلى استخدام ثلاجة المدير الطبي، في مخالفة صريحة للبروتوكولات الصحية المتعارف عليها.
وبحسب ما اطلع عليه والد الطفل “عمرو”، فإن التقرير الطبي المبدئي للجنة التحقيق يضع فرضيتين رئيسيتين: أولهما حدوث تحسس شديد لدى الأطفال تجاه اللقاح، والثانية احتمال اختلاط اللقاح مع أدوية أخرى نتيجة سوء التخزين، في ظل غياب الظروف الملائمة بالمرفق الصحي.
على الصعيد القانوني، شرعت أسرة الطفل عمرو في اتخاذ خطوات قانونية، وبدأت النيابة العامة استدعاء الطاقم الصحي المسؤول عن التطعيم، وأخذت إفاداتهم، وسط توقعات بإصدار أوامر جديدة خلال الأيام المقبلة استنادًا لنتائج التحقيق.