المندرة نيوز

القادر.. من أسماء الله الحسنى

الخرطوم=^المندرة نيوز^

ورود اسم القادر في القرآن الكريم :
سمّى الله ذاته العلية بالقادر في القرآن الكريم، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل الإطلاق والإضافة، ففي القرآن الكريم قوله تعالى: ” فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ” [المرسلات:23].

وقد ورد الاسم معرفاً مطلقاً على وجه المدح والكمال والتعظيم في قوله تعالى: ” قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ ” يعني الصواعـق، وحديثاً الصـواريخ ” أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ” الزلازل، وحديثــاً الألغـام ” أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً ” الحرب الأهلية ” وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ” [الأنعام:65].

أيها الأخوة، الحقيقة الزلازل مصيبة كبيرة، والصواعق مصيبة أكبر، ولكن أكبر المصائب أن يذوق الإنسان بأس أخيه، حينما يأتي القضاء والقدر من الله مباشرة، هو مؤلم أشد الألم لكن من الله مباشرة، أما حينما يأتي القضاء والقدر على يد إنسان فلابد من صبر أشد، لأن الله عز وجل حينما قال: ” وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ” [لقمان:17].

لكن في آية ثانية: ” وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ” [الشورى:43] هذه اللام لام المزحلقة، أو لام التوكيد، حينما يأتي القضاء والقدر من الله مباشرة أنت ينبغي أن تصبر والصبر ” مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ” أما حينما يأتي القضاء والقدر على يد إنسان أنت ينبغي أن تعرف أن هذا قضاء الله وقدره، وأن تغفر لمن جاء هذا القضاء والقدر على يديه.

كل شيء وقع أراده الله، وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة، والحكمة المطلقة متعلقة بالخير المطلق.

” لكل شيء حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ” [الطبراني] هذا هو التوحيد، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد.

” قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ” فالقادر من أسماء الله الحسنى.

وعند الإمام أحمد من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قيل: ” يا رسول الله ! كيف يحشر أهل النار على وجوههم؟ قال: إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر أن يمشيهم على وجوههم ” [أحمد عن أنس بن مالك].

الله عز وجل قدرته مطلقة، قدرته متعلقة بكل ممكن، أي شيء وقع الله عز وجل أراده، وأي شيء أراده الله وقع، وهو: ” فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ” [هود:107].

القادر في اللغة :
” القادر ” في اللغة ” القادر ” اسم فاعل، من فعل قَدْر، يقدِر، ويقدُر، يقدِر عين المضارع جاءت مكسورة، وقد تأتي مضمومة، قَدَر، ويقدِر، قدْراً، وقدّراً لغة العرب واسعة جداً، يقال قدرت الأمر أقدره إذا نظرت فيه ودبرته، وقدر كل شيء ومقداره مقياسه، وقَدر الشيء بالشيء، وقدّرَهُ قاسه، والتقدير التروية والتفكير في تسوية الأمور، ويقال قَدْرتُ لأمر كذا إذا نظرت فيه ودبرته، وقايسته، هذا في شأن اللغة، واللغة العربية لغة واسعة جداً.

ومن بعض الأمثلة : أن فعل نظر، يعني أن تنظر إلى الشيء، لكن لمح نظرت وأعرضت، مفتوح باب، رأيت امرأة وأنت مؤمن، فغضضت بصرك عنها، لمحتها، لا تقل نظرت إليها، لمحتها، أما إذا رأيت طائرة بين الغيوم تقول لاحت طائرة، الشيء المنظور ظهر واختفى، أما إذا قلت حدجته ببصري التحديج النظر مع المحبة، حدث القوم ما حدجوك بأبصارهم.

أما إذا قلت نظرت شذراً، مع الاحتقار، أما إذا قلت شخصت نظرت مع الخوف.

” فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا ” [الأنبياء:97].

أما إذا قلت: تمطيت، أي نظرت مع التمطي، أما إذا قلت: استشرف الشيء أي نظر إليه وقد تمدد قليلاً، استشف نظر إلى الشيء وقد لمسه بيده، أما إذا قلت: رنا، نظر مع المتعة، رنوت إلى المنظر، أما إذا قلت: رأى، هذه رؤيا قلبية، فالعربية واسعة جداً في التعبير، ولكن مع الأسف الشديد تضعف اللغة أحياناً بضعف أهلها، وتقوى اللغة بقوة أهلها.

من معاني القادر :
التقدير : ” القادر ” سبحانه وتعالى، هو الذي يقدر المقادير في علمه، وعلمه هو المرتبة الأولى في قضائه وقدره، فالله عز وجل قدّر كل شيء قبل صنعه، في خطة.

و ” القادر ” هو الذي نظم أمور الخلق، قبل إيجادهم وإمدادهم، لذلك فإن القدر عند علماء العقيدة مبني على التقدير والقدرة، هناك علم وهناك قدرة، فبدايته في التقدير، قل تعالى: ” وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً ” [الأحزاب:38] قدر مقدور، مخطط له، يسبقه علم دقيقٌ دقيق، وقال سبحانه: ” إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ” [الطلاق:3] أي من التقدير، ومن ثم إن ” القادر ” هو الذي يقدر المقادير قبل الخلق والتصوير، لكن نحن كبشر حينما نبني بناء، نأتي بكذا ألف متر من البلاط، لكن لا يوجد إنسان على وجه الأرض، ولا يوجد مهندس يقدر أن يقول لك نحتاج إلى ثلاثة وثمانين ألف متر وسبع بلاطات، هذا التقدير فوق طاقة البشر، أما نشتري كمية من البلاط، قد يزيد أو قد ينقص، أما أن يأتي تقدير المساحة بالسنتيمتر مئة بالمئة هذا فوق طاقة البشر.

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *