حوار/ عفاف حسن محمد علي مدير إدارة الأسرة قطاع الشؤون الاجتماعية بولاية البحر الأحمر

حكومة البحرالأحمر سخرت إمكانياتها لإستقرار الاسر النازحة

نعمل على تقوية مهارات الأم خاصة في دور الإيواء بولايتنا..

هذه رسالتي لربات الأسرة…..

مدخل:-
أجبرت انتهاكات مليشيا الدعم السريع الأسر السودانية على الفرار وإختيار مراكز الإيواء ومناطق أخرى ملاذا آمنا بدلاً عن منازلهم، فبعد سقوط ودمدني صارت مدينة بورتسودان قبلة الهاربين من ويلات الحرب فتكدست دور الإيواء والأحياء، في ظل تلك التحولات العصيبة جلست المندرة نيوز إلى الأستاذة عفاف حسن محمد علي مدير إدارة الأسرة بقطاع الشؤون الاجتماعية- ولاية البحر الأحمر للوقوف على أوضاع الأسر النازحة بالولاية وخرجنا بهذه الحصيلة فإليكم محاور لقاء الساعة..
حوار=الطاف حسن
تصوير=سيف الدين الشامي

▫️بداية.. حديثنا عن دوركم في حلحلة القضايا المجتمعية..؟
إدارة الأسرة أنشأت حديثاً في ولاية البحر الأحمر، وفي تقديري هي ولدت بأسنانها وتهتم بقضايا الأسرة والمجتمع، وتعمل من أجل إستقرار الوضع المعيشي فضلاً عن عملها الدؤوب على تقوية مهارات الأم باعتبارها الركيزة الأساسية للأسرة ، وإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع لذلك نحن نهتم بهذه القضايا على وجه الخصوص.

▫️كيف تنظرون لواقع الأسر النازحة بولايتكم..؟
حقيقة.. في بداية الأزمة كان الدخول لدور الإيواء صعب جدا وهناك عدم قبول للآخرين، هذا غير الوضع المالي المحدود للأسر التي وجدت نفسها في وضع اقتصادي واحد، فكان هنالك شجار وصدام ، وعندما استشعرنا تأزم أوضاع هذه الأسر خلال زياراتنا المتعددة لدور الإيواء، كان لزاما علينا تحويل جميع خططنا ومشروعاتنا لهذه الفئة، لأننا ندرك أن مجتمع ولاية البحر الأحمر مسالم.

▫️وما هي الخطوات الفعلية التي قمتم بها تحديداً..؟
نحن في إدارة الأسرة كان هدفنا الأول إمتصاص الصدمة من الأسر داخل الدور، اما المرحلة الثانية التي قمنا بها مع الأسر كيفية التوافق وقبول الآخر، وتحقيق التعايش السلمي، فبحمد الله خلال فترة وجيزة استطعنا أن نحقق هذه الأهداف والآن مساعينا مع عدد من الجهات ذات الصلة تصب في توحيد المطبخ داخل دور الإيواء.

▫️حديثنا عن مبادراتكم الخاصة بهذه الأسر..؟
لدينا مبادرات عديدة حول الإهتمام بالاسر النازحة بمراكز الإيواء وقمنا بتهيئة البيئة المناسبة مثل التوعية الأسرية المختلفة التي تهتم بشؤون الأسرة، ونفذنا حزمة برامج للدعم النفسي والمعيشي، ولأن
الأسرة داخل مراكز الإيواء جاءت من قبائل ومناطق مختلفة ومتعددة الثقافات والعادات والتقاليد حاولنا نتمص ظروف الحرب التي أثرت على الجميع، وطرحنا المبادرات الذكية مع عدد من الجهات من بينها منظمة أطباء حول العالم وشبكة المنظمات السودانية (شمس ) التي كان لها السبق في تقديم الخدمات وحصر دور الإيواء. وربطنا إدارة الأسرة وديوان الزكاة مع هذه المنظمات لإدخال المواد الغذائية للدور الإيوائية،

▫️كيف تنفذون برامجكم في ظل هذه الأوضاع الإنسانية الحرجة..؟
نحن في إدارة الأسرة نحب التشبيك والمناصرة ونتقوى بالآخرين لتكامل الأدوار بين الجهات المختلفة، والحرب لها سلبيات وايجابيات ومن ايجابياتها وسعت شبكات وشراكات المنظمات الطوعية في ولايتنا “البحرالأحمر”.

▫️وماذا عن الأنشطة الملموسة التي تقدمتم بها لهذه الأسر ..؟
نفذنا يوم ثقافي شاركت فيه عدد من المنظمات (منظمة قلوب متحدة، منظمة ملكة الخير الخيرية، مجلس الأشخاص ذوي الإعاقة)، كان يوم جميل شارك فيه الفنان احمد اركويت وبدر الدين، وخلاله نقلنا الناس من صوت الدانات وكان يوم مخلوط بالدموع والفرح. وخلاله اكتشفنا مواهب متعددة شاركت بالغناء والعرض ووجدت التشجيع الكبير من الأسر داخل الدور.

▫️طيب.. ما هي طبيعة الدعم العيني الذي يمكن أن تقدموه لتلك الأسر في الحالات الطارئة..؟
بحكم قربنا وتواجدنا داخل الدور الأيوائية التمسنا إحتياجات للسفر، فقمنا بتوفير تذاكر للأسر التي قررت العودة وذلك عبر ديوان الزكاة بالولاية، بالإضافة إلى توفير الوجبة وحاليا تدخلت جهات كثيرة مانحة من الخيرين والقطاع الخاص من بينها فندق البصيري ، بنك امدرمان الوطني، وشركة سنا للملاحة.

▫️وهل بوسعكم تقديم مشروعات إنتاجية للأسر النازحة..؟
في هذا الجانب.. لدينا مقترح لتدريب الأسر داخل دور الإيواء، وشرعنا فيه بربط بعض صاحبات المهن بجهات حكومية بالولاية، بالإضافة إلى مشروعات التشغيل بالكوافير ومراكز التشغيل الأخرى.

▫️من خلال متابعتكم اللصيقة للأسر.. هل هناك تواجد لأسر أجنبية بالدور الإيوائية..؟
خلال زياراتنا مع منظمة أطباء حول العالم لإحدى دور الإيواء وجدنا بها أكثر من 8 زوجات أجانب، وايضا في أوضاع غير مستقرة لأن أزواجهم سافروا وبعضهم بالأولاد تاركا الزوجة، وعملنا شغل اسعافي، ولكن نطالب الجهات العدلية بتوفيق أوضاع هذه الفئة، وايضا نطالب الأسر السودانية الكريمة بعدم التسرع بتزويج بناتهم للأجانب.

▫️هناك بعض الظواهر السالبة الدخلية على الأسر السودانية.. تعليقك.. ؟
في السابق كانت الأسرة الممتدة تتناقش وتتحاور في صينية الغداء، وكان للأب دور كبير في تربية الأبناء، ولكن خلال السنوات الماضية الأسر السودانية دخلت عليها أشياء جديدة مثل الموبايل الذي صار شريك أساسي في التربية،
جلسات القهوة وقروبات التواصل الاجتماعي شغلت كثير من ربات المنازل عن متابعة الأبناء، هذا بجانب أن الأم يمكن أن تساعد في التفكك الأسري بطريقة غير مباشرة اذا حاولت التستر على ابنتها اذا قدر الله وانحرفت وذلك خوفا من الأب، ولم تراعي العواقب الوخيمة من الجرائم المختلفة، لذلك يجب على الأم الاهتمام والمتابعة.
وتحاول توفير زمن للأبناء في زمن تنتشر فيه المخدرات وأصدقاء وصديقات السوء، وأتمنى أن يرجع الصدق والوفاء بين الجيران.

▫️ما هي المعوقات التي تواجهكم..؟
حقيقة.. ينقصنا الكثير ، ولكن لدينا بعض المطلوبات الملحة لمواصلة مشروعاتنا من بينها نحتاج وسائل حركة ، وباحثين إجتماعين متطوعين، نحتاج للإعلام، نريد من المنظمات القوية التي تعمل معنا أن تواصل جهودها معنا.
نريد سودان آمن ومستقر وكل أسرة ترجع لديارها.

▫️رسالة أخيرة:-
رسالتي إلى ربات الأسر.. عليهم أن يصبرو على الوضع وتحمل النازحين، والفترة مهما طالت بتقصر. والجود بالموجود.