المندرة نيوز

عميد م/ ابراهيم عقيل مادبو يكتب.. معلومات المعركة النهائية 2

بانوراما [2]

تحليل معلومات المعركة النهائية بالفاشر وقياس أنماط الهجمات وكشف إتجاهات نوايا العدو في مسارح العمليات المختلفة بالسودان.

عميد م/ ابراهيم عقيل مادبو

الخرطوم=^المندرة نيوز^

الأوراق الخاصة بالمشهد العسكري، وهي عامل محدد رئيسي في إطار مقاربة “الجيش” لإدارة المرحلة القادمة من حرب الكرامة لإستعادة مدن دارفور، بمعنى أن يعمل الجيش على المزيد من التصعيد للجبهات كافة بالعمل المتزامن إنطلاقاً من ولايتي الجزيرة والخرطوم، *من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف الداخلية على النحو الآتي:*

*أ-* إضعاف إنتشار المليشيا في مناطق وسط البلاد، بما يضمن تسريع سيناريو تفكك وتدمير بنية المليشيا العسكرية وأن تستعد القوات المسلحة لأهم عمليات البحث والتفتيش والنظافة والتمشيط التي تجرى عقب كل عملية لدحر العدو والتي تُعرف عسكرياً بمطاردة “العدو الهارب” وهو “طابور” معروف للتأكد من القضاء على قوات المليشيا المنهارة التي فرت نحو أرض البطانة وبعض المناطق النائية بولاية نهر النيل، بعد هزيمتها وطردها من العاصمة وولاية الجزيرة، وحجر العسل جنوب ولاية نهر النيل.

*ب-* أن يسعى الجيش إلى تطوير وتوظيف العمليات النوعية التي تمت من أجل الترويج لفكرة “بلوغ النصر الحاسم” في جميع المسارح، وبناء مشروعية داخلية لاستمرار العمليات العسكرية.

*ج-* أن يتم السعي الحثيث في ثنايا استمرار الحرب إلى الإطاحة بكافة الاتجاهات المناوئة للجيش والموالية للمليشيا – كجماعة “تقدم” – وتفعيل المنظومة الأمنية والعقابية، وضبط الخطاب الإعلامي الوطني، ومحاربة الشائعات، فبعض الأخبار والحقائق في ظل المعارك تقتضي طرحاً بإسلوب لا يثير البلبلة والفزع والهلع ويدخل الرعب في نفوس المواطنين، مع مراعاة عدم هزم عوامل الثقة أو كسر العزيمة والصمود وجلب نتائج غير محمودة، فهناك نوع من المعلومات في بعض المواضع ليست خياراً صحيحاً لتكون أخباراً يتم تداولها بعفوية وسذاجة وقد يتطلب نشرها الاِسْتِيثَاقُ والتأكد وأخذ رأي جهات الأختصاص، *ولتشهد الفترة القادمة مزيداً من التشدد في مجابهة الطابور الخامس والمتعاونين المندسين في الأحياء والحارات والمدن*، الذين يعملون جميعاً بمسارات محددة عبر الحرب النفسية هدفها النهائي احداث شرخ في وحدة وتماسك القوات المسلحة وتأليب الشعب على جيشه والدعوة إلى وقف الحرب بطريقة تشبه الإستسلام، بالرغم من أن الجيش والشعب في خضم معركة وجودية وحرب تتطلب الوحدة والتلاحم الشعبي ومتانة الجبهة الداخلية الوطنية، ومعروف ان الحرب الإعلامية النفسية التي تُشن من خلال الميديا الإلكترونية تعتبر من أخطر أنواع الحروب لأنها تهدف إلى الـتأثير على آراء وسلوكيات الأشخاص وتغيير وجهات النظر وتسييرها بالاتجاه المطلوب للوصول إلى الأهداف المرجوة التي يرغب فيها العدو، ولذلك فإن أحد أكبر أسباب استمرار هذه الحرب بجانب الدعم اللوجستي المتواصل من دولة الإمارات، والإمداد البشري بالمرتزقة من عدة دول مجاورة، هو وجود من يحتضن العدو ويحتويه ويرشده.

*9/* بحسب المعطيات على الأرض ستشهد الفترة القادمة تواصل الإمداد للمليشيا عبر الكاميرون دوالا إلى أفريقيا الوسطى بانقي والدخول إلى السودان براً عبر أم دافوق، بالإضافة إلى استخدام *بعض المطارات والمهابط الترابية بدارفور وشمال كردفان وجنوبها* كخط امداد سريع وقد تم مؤخراً استجلاب ذخائر، ومركبات قتالية، ومنظومة دفاع جوي، وصواريخ م/ط وهذه الأخيرة بغرض تحييد طيران قواتنا *وهذا يؤكد نيتهم على اسقاط الفاشر وحماية المطارات التي ستستخدم في إمداد قواتهم*، فالحرب علي السودان أصبحت تُدار علي المكشوف وسوف تعمل الدول الداعمة بشكل مباشر واستغلال انحسار فصل الخريف وجفاف الأرض لفتح المطارات والمهابط وارسال الخبراء العسكرييين بهدف السيطرة على الفاشر وتحقيق السيناريو الليبي، ويتطلب هزم هذا السيناريو وقطع الدعم اللوجستي عنه *تحديد كل المطارات والمهابط والمدرجات الترابية التي يمكن أن تستخدمها المليشيا في الإمداد، أو تصبح جزء من خطوط الإمداد الحيوية أو قواعد إمداد سريع لقوات المليشيا*، وتسهم مساهمة فعالة في العمل العسكري سواء كان ذلك بطبيعتها أم بموقعها أم بغايتها أم باستخدامها، *والتي يحقق تدميرها التام أو الجزئي ميزة عسكرية مُحدَّدة* (البروتوكول 1 المادة 52، القاعدة رقم 8 من دراسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر للقانون الإنساني العرفي الدولي) ويجب اختيارها كأهداف جديدة تضاف لبنك اهداف الطيران وإعطائها الأولوية في التنفيذ.

*10/* التوصيات:

*أ-* وضع خطة إمداد جوي عاجلة تستصحب المتغيرات الجديدة في معركة الفاشر.

*ب-* سرعة الاعداد للدفاع الجيد وتجهيز وتحسين خنادق الدفاع بالمحاور التي سبق الهجوم بإتجاهها مع فتح دفاعات ونقاط إنذار متقدم جديدة في أماكن غير متوقعة وقفل طرق اقتراب العدو بزراعة الألغام المشرَّكة والمفخخات وكل أنواع الموانع والخوازيق خاصة في المقتربات والطرق الحاكمة.

*ج-* تفعيل تكتيكات الدفاع النشط والقيام بعمليات تسلل وإغارات ليلية لمواقع تجمعات العدو القريبة والقيام بعمليات خلف خطوط العدو إذا تقدم.

*د-* استغلال قدرات القناصة والتركيز على قنص القادة وأطقم الثنائي وسائقي العربات.

*هـ-* دفع قوات مختارة من الحركات ومن قوات “كرجكولا” و”فكة” إذا كانت متواجدة داخل الفاشر وتُكلف بالإنفتاح في اتجاه الجبل وزالنجي لمعرفتھم بطبيعة المنطقة والقيام باعمال عدائية ونصب الكمائن، كما يمكن الإستفادة من *فكرة القوات الجوالة ذات الكثافة النارية.*

*و-* تجميع جزء من قوات الحركات الموجودة في الوسط والخرطوم وتعزيزها بقوات متوازنة من الجيش لتكوين قوة قتالية ضاربة وتشوينها بكل معينات القتال واحتياجات الفاشر الإنسانية والتحرك إلى الدبة ومنها إلى الفاشر لتعزيز القوة الموجودة هناك واستعواض الخسائر في القوات، ورفع الروح المعنوية *تمهيداً لتنفيذ عمليات تعرضية جريئة واسعة ومنع العدو من السيطرة على منطقة الصيَّاح وجبال مدو الإستراتيجية*، وبذلك يتم لقواتنا إستكمال تأمين الفاشر والتحضير لمعركة إستعادة مدن دارفور.

*ز-* وضع خط عاجلة لتعزيز قدرات الدفاع الجوي وقوات الطيران، *ومراقبة الأجواء بدارفور وشمال كردفان وجنوبها* ضمن سياق تكتيك الحرب الحالية مع التركيز على ضرب التجمعات ونقاط التحشدات وقواعد وطرق الإمداد لإنهاء التمرد وكسر شوكة المليشيا.

*ح-* التفكير في تطوير أطر التنسيق والتعاون بين الحركات المسلحة وفق خطة استراتيجية وخارطة طريق متفق عليها لتوحيدها تحت قيادة تاريخية لقواتها وقواعدها الشعبية تمهيداً لإكمال عملية الدمج في القوات المسلحة السودانية.

*ط-* تطبيق نموذج مجتمع الفاشر في المقاومة الشعبية في كل الولايات للدفاع عن مناطقهم والضغط على العملاء والمخذلين الذين يحاولون خلخلة وتحييد مجتمعاتهم تحريضهم بعدم مقاومة مليشيا الجنجويد أو التصدي للحملات الأعلامية من منسوبي “تقدم”.

*ط-* بدء عمليات هجومية برية متزامنة بالخرطوم وبحري وتحقيق التواصل والتلاحم وفتح خطوط مواصلات محمية بين معسكرات الجيش، وتحرير مناطق واسعة من الخرطوم وبحري والجزيرة وتضييق المساحات التي تتحرك عليها المليشيا والضغط عليها في كل الجبهات ودفعها للفرار والإنسحاب ومطاردة العناصر الهاربة أين ما إنسحبت، وأن تقوم قوات كرري وخاصة قطاع غرب امدرمان بالإنفتاح غرباً وجنوباً لنظافة المنطقة من رأس الشيطان حتى كرور وقندهار والفطيماب ومعسكر الكونان، وسوق القش والحارات شرقه، والتنسيق مع قيادة المهندسين وقواتهم بالقطاع الغربي منطقة طرمبة حمد النيل، وبذلك يصبح الموقف ملائماً لتقدم المهندسين نحو جنوب الفتيحاب والصالحة والسيطرة بالنيران على مناطق الكسارات والكهرباء والمطار الجديد وكذلك المعبر الغربي لجبل أولياء،

*ي-* تفعيل قانون الطوارئ في كل الولايات وسن تشريعات وأوامر جديدة تواكب المتغيرات، وتكوين محاكم ميدانية عليا لكل ولاية للتعامل مع كل جرائم الخيانة العظمى وتخريب مرافق الدولة وتدمير الإقتصاد الوطني.

*ك-* توحيد اللغة الاعلامية الوطنية بدلاً عن التنافس والإستباق الصحفي خاصة فيما يلي أخبار معركة الكرامة والتي يجب أن تُطبق فيها الرقابة الذاتية الخاضعة للمساءلة القانونية.

*ل-* إتخاذ تدابير أمنية خاصة بالإتصالات لحماية وعدم كشف تحركات الجيش ومسارات قوات المشاة التي تكلف بالهجوم على مواقع العدو داخل وخارج الخرطوم وقطع الإنترنت والمكالمات الهاتفية أثناء العمليات النشطة.

*م-* العمل على استكمال السيطرة التكتيكية على مسارح العمليات المختلفة وإجبار المليشيا على تعديل خياراتها وأولوياتها ونمط عملياتها وتغيير مواقعها مع مواصلة الضغط عليها لدفعها للفرار والإنسحاب من أماكن تواجدها وإرتكازاتها الحالية.

*ن-* تدشين مرحلة جديدة تنتهى فيها عمليات التحييد والضربات الإنتقائية وتبدأ فيها عمليات الإسناد بالمقاومة الشعبية وعمليات الحرب البرية المفتوحة، والسعى إلى الجمع بين نمط “العمليات النوعية المركزة” وكذا استمرار نمط العمليات الخاصة داخل المسرح القتالي العام برمته، والتأسيس لوضع جديد للحرب يسرع من عملية إنهاء التمرد وتحقيق *إنتصار إرادة شعب السودان.*

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *